حتى ليبيا نجحت و فشلنا نحن ..!
أشعر بفرح غامر من أجل ليبيا ..بذات اللحظة التي أشعر فيها بمرارة لا تنتهي عندما أنظر إلينا ..!! ليبيا التي خرجت للتو من نارها و ديكتاتوريتها نجحت في وضع نفسها على سكّة الحضارة رغم بعض المنغّصات و بعض الشوائب هنا و هناك ..! و نحن الحضاريين منذ البدء فشلنا و نفشل في رؤية السكّة ..!
ليبيا التي حرمها عقيدها المقبور حتى من رؤية صندوق الانتخاب خمسين عاماً تنجح في الممارسة و تقبل عليها كما يقبل الحبيب على الحبيب..!! ونحن الذين بيننا وبين صندوق الانتخاب حميميّة و لقاءات علنية نفشل للآن في الاتفاق على الانتخاب و كل فرد فينا يرى في نفسه قانوناً منفرداً ..ورأساً يجب أن يكون له أتباع ..!
ليبيا التي لم تناقش في يوم من الأيام أي مشروع قانون للانتخاب تتفق على قانون يمثّل ليبيا بأفرادها و قوائمها وسط ذهول العالم ..!! و نحن الذين جرّبنا ستة أو سبعة قوانين مؤقتة و ناقشنا عشرات القوانين غيرها ..ما زلنا للآن نرى القائمة خطراً على الأردن ..والأفراد يجب أن يكونوا من زُقاق الحارات فقط ليكونوا بعدها نوّاب الوطن أجمع ..وسط ذهول الشعب نفسه كل دورة وكل مرة وكل نقاش ..!
هل ليبيا بعد خمسين عاماً تستطيع أن تبني ذلك كلّه و تتفق على ليبيا ..ونحن نعجز على الاتفاق على الأردن ..؟ ما الذي يفرقنا عن الآخرين ..؟ ما الذي يجعلنا نختلف و نتخلّف و نحن نوزع على الشعوب الأخرى تنظيراً و علماً و إعلاماً و كل تفاصيل الحضارة..؟
أين المشكلة يا سادة ..؟ هل العيب فينا و نحن الجاهزون منذ خلقنا لنكون ديمقراطيين ..؟ أم العيب فيمن يضع القوانين لنا و يجعلنا نتراجع عشر خطوات كلّما تقدمنا أو حاولنا نتقدم ربع خطوة ..؟
أيها السادة ..نحن ذاهبون إلى أين ..و غداً سنلبس ماذا ..؟ بل نحن ؛ من نحن ..؟ أيها السادة : أيها الواقفون بلاوقوف ..أجيبوني : نحن نشبه من ..؟؟!
Abo_watan@yahoo.com