زوجتي و الصرصور
أرجوكم لا تستخفوا بي و بمقالتي هذا اليوم لإنني أحدثكم عن ( صرصور ) ..فهو أزعجني الليلة أيّما إزعاج ..لم يتركني أنام ..و كنتُ قبلاً لا أهتم بكل صراصير الأرض و لو اجتمعت في جيش واحد ..و لو نظّمت نفسها و قررت غزوي و محاربتي فهي ليست إلا صراصير ..! تابعوا حكايتي للنهاية و بلا استخفاف كما اتفقنا و افهموا مقصد الحكاية و الكلام ...!!
ذات يوم ..وبُعيد زواجي بأيام قليلات ..دخلت زوجتي المطبخ ..فسمعتُ صراخاً منها لا يساوي هذا الصراخ إلا صراخ من تم إطلاق الرصاص عليه ..فانشلع قلبي ..و رجف جسدي كلّه و هرعت راكضاً نحو المطبخ ؛ وأنا أعيش حقيقة مرّة ( أكيد مرتي صار فيها أو معها شي ) ..ولمّا قلتُ لها و دموعها سيول على وجهها : شو في ..؟ قالت لي مخنوقة الصوت : صرصور ..صرصور ..!! ومن يومها عندي فوبيا أن ترى زوجتي صرصوراً ..مهما قلّ شأنه و خفّ وزنه ..!
الليلة ..وزوجتي للآن لا تعلم عن الحكاية ..رأيت صرصوراً ليس بالكبير ولا الصغير ..ولا بالجميل ولا القبيح ..يتجوّل في أركان الشقّة ..الوقتُ بعد منتصف الليل ..المشكلة إنه يذهب و يعود للمنطقة النائمة فيها زوجتي ..طبعاً زوجتي خفيفة النوم ..وأي حركة منّي هيك وإلا هيك يعني بالتأكيد صرخة لها أوّل وليس لها آخر ..يعني فضيحة في وسط عمّان ..يعني أن الجيران بلحظة سيكونون على باب الشقة فارعين دارعين ..!
طوال الليل أحمل الشبشب ..طوال الليل أفاوض الصرصور ..هددته أكثر من مرّة ..لم يستجب و بقي يتعنتر عليّ..جرّبتُ التغزّل فيه ..قلتُ له الأشعار : يا صرصور يا حليوة ..يا أبو أحلى شوارب ( تشبه شوارب مين ؟ مش عارف ؛ بس أكيد فيه حدا ) ..!! ولكنه بقي يقترب من زوجتي و يبتعد وهكذا دواليك ..و الشبشب ما فارق يدي ..!
لم تصرخ زوجتي للآن ..و الصرصور ما زال داخل البيت يسرح ويمرح ..إنه صرصور يا جماعة ..تخيّلوا ؛ صرصور ..أفقدني النوم ..وكل ما أخشاه أن يكون قد بنى عشّ زوجيته عندي ..أخشى أن الصرصور لديه تخطيط استراتيجي ..فالصراصير أيضاً تخطط استراتيجياً و لكنها لا تمارس الفساد و لا تبيع جحورها ولا إخزوقها..!
يا جماعة : لستُ ضعيفاً إلى هذا الحد ..ولكنّ زوجتي في خطر ..و الصرصور بالتأكيد ( ليس صرصور حبّنا ) كما في مسرحيّة ( المتزوجون ) ..لكنه صرصور يوقف حركة البيت و يبقي زوجتي في صراخ دائم ..!
قاتلوا صراصيركم من الآن ..و لتبقَ شباشبكم في أياديكم و لاتنزلوها إلا بعد القضاء على آخر صرصور ..و أرجوكم لا تستخفّوا بي ؛ فالحكاية ليست زوجتي و الصرصور ..! بل حكايتنا جميعاً فقط أعيدوا قراءة الأشياء و بالذات قراءة هذه المقالة لتعرفوا هل الصرصور صرصور عن جد ؛ وهل زوجتي هي زوجتي ؛ أم أن للكلام تشعبات أخاف من الافصاح عنها ..!
Abo_watan@yahoo.com