القضية
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
يبدو أننا نحن نحتل الأردن ونعتدي على السيادة الاسرائيلية على فلسطين!.
كل المؤشرات تقول بأن التطرف الاسرائيلي سيتقدم أكثر، وسوف يسيطر تماما على الحكومة الاسرائيلية القادمة، لهذا يلوذ نتنياهو بتبني المواقف الأكثر تطرفا حفاظا على مكان تحت الضوء، علما أن «ليبرمان» رئيس الحكومة المتوقع ربما لن يقبل بنتنياهو وزيرا للخارجية، ومع تنامي التطرف اليهودي، واستئساد العالم على تطرف لا هوية له ولا خطر مقارنة بالعبث الصهيوني في مصير الأمة العربية والاسلامية، يستغل الاسرائيليون الظرف السياسي، ويوغلون في تهويد القدس والعبث بالأقصى، ولا موقف عربيا أو اسلاميا يرتقي لمستوى الحدث، سوى مواقف اردنية وفلسطينية، استدعت أن يقوم الوزير الاسرائيلي بتذكير يشبه التهديد للأردنيين..
القضية الفلسطينية تعاني موتا سريريا في أذهان وضمائر حكام العرب والمسلمين، ولا تحيا في الحقيقة سوى في قلب الشعب الفلسطيني والشعب الأردني، بل إننا أصبحنا نرى إعلاما عربيا يشيطن فلسطين وقضيتها ويشن عليهم حملات اعلامية وأخرى أمنية، لا تقل آثارها عن أثر حرب يقودها نتنياهو ضد فلسطين..
فلسطين؛ هي قضية العالم المركزية، والعالم العربي والاسلامي يعاني كل هذه الأزمات والأحداث السيئة بسبب فلسطين ومواقفه من قضيتها، وعلى الرغم من أن العالم العربي يغرق في أسوأ الانتكاسات، إلا أن فلسطين وقضيتها، وبفضل السلوك الاسرائيلي المتطرف والصمت والتواطؤ العربي والدولي، ستعمل على إعادة انتاج ربيع عربي حقيقي، تتوجه بوصلته للقدس والأقصى وقضية فلسطين..وهذا ما نتمنى أن يحدث كردة فعل على التطرف والاستئساد والتقاعس والتواطؤ..
القضية المركزية ستحيا ثم تنتصر مهما ذكرتمونا بما ننسى أو هددتمونا بالأقسى.. تحيا ثم تنتصر فكلمة سرها هي الأقصى.
(الدستور)