استعراض قناعات وعرض أزياء..
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : جرى في مول كبير في عمان، لم أدخله في حياتي سوى مرتين، ، وقامت قيامة جمهور حضر العرض الذي امتد أسبوعا كاملا كما تقول الأخبار، ويبدو أن المشتكين حضروا كل العروض، وبعد أن انتهت فاجأهم مخاض القيم، فطفقوا مسحا بالعروض والأزياء، وقالوا : إنها لا تنسجم مع قيمنا وعاداتنا ولا دبكاتنا أو رقصاتنا..
باختصار شديد؛ شو دخلكوا بالناس!.
المول هو تجمع لشركات، تقوم بنشاطات تجارية، وتعرض بضاعتها للمتسوقين، وإن ثمة بين ما تعرضه ما لا يتوافق مع قيمكم وعاداتكم وحيادكم او حيائكم أو ذائقتكم، ببساطة شديدة (لا تشتروه ولا تروحوا ع المول)، وارحموا الدنيا من قصص القيم والعادات التي يستطيب البعض تناولها وتداولها والاستعراض فيها بالمناسبات، ولا يعني هذا بأنني مع إقامة عروض أزياء أو حفلات تعري أو رقص، بل يعني إنني أحترم قناعات وحقوق الناس، ما دامت قانونية ولا تسيء لأحد أو تتجاوز عليه، وسوف يقول قائل إنها إساءات للمجتمع وقيمه وتقاليده، وهنا لا بد أن أقول لهذا عن أي تقاليد وقيم وعادات تتحدث؟.. يجب على الذين يتحدثون بهذه الطريقة أن يراجعوا أنفسهم ويمعنون النظر في الصورة الاجتماعية والفكرية والثقافية للمجتمع الأردني، وخصوصا في عمان، فالملايين الثلاثة من الناس الذين يعيشون في عمان، يمكن تصنيفهم فكريا وثقافيا، لنحصل في النهاية على نتيجة بأنهم يقبلون القسمة على كل الهويات والعادات والقيم والثقافات المتواجدة على الكوكب، فلا مجال للتدخل في قناعات ومفاهيم الناس بمثل هذه الطريقة وهذه المبررات..
من حق أي مواطن أردني أن يعترض على شدة البرد وسرعة الريح، وساعات ظهور الشمس، ومن حقه ابداء رأيه في المجال المغناطيسي بين القطب الشمالي والجنوبي للكوكب، فلا قوانين تمنع، لكن ليس من حقه مصادرة حقوق وحريات الناس، واتهامهم بأنه خارجون عن النصوص الثقافية والفكرية التي يتبناها، ويطالب بمحاكمتهم.. شو دخلك بالناس ؟!.
مثل هذا الحديث قد يمتد ليشمل حرية الناس في بيوتهم وفي طرقهم العامة، حيث لن نستغرب لو قامت جهة أو شخص برفع دعوى قضائية ضد فتاة ترتدي ملابس لم تعجبه، ويفتح المجال لمحدودي النظر أن يعترضوا أيضا لكن على طريقتهم، التي نرجح أن تكون انفعالية قد تصل الى الإساءة المباشرة لمثل تلك الفتاة، وربما الاعتداء عليها باللفظ وغيره..
هذا التنوع في عمان رغم «سورياليته» يجب أن لا يستفز أحدا، لأنه طبيعي وربما ضروري، ولنحاول احترام حقوق وحريات وقناعات الآخرين.
الدستور
باختصار شديد؛ شو دخلكوا بالناس!.
المول هو تجمع لشركات، تقوم بنشاطات تجارية، وتعرض بضاعتها للمتسوقين، وإن ثمة بين ما تعرضه ما لا يتوافق مع قيمكم وعاداتكم وحيادكم او حيائكم أو ذائقتكم، ببساطة شديدة (لا تشتروه ولا تروحوا ع المول)، وارحموا الدنيا من قصص القيم والعادات التي يستطيب البعض تناولها وتداولها والاستعراض فيها بالمناسبات، ولا يعني هذا بأنني مع إقامة عروض أزياء أو حفلات تعري أو رقص، بل يعني إنني أحترم قناعات وحقوق الناس، ما دامت قانونية ولا تسيء لأحد أو تتجاوز عليه، وسوف يقول قائل إنها إساءات للمجتمع وقيمه وتقاليده، وهنا لا بد أن أقول لهذا عن أي تقاليد وقيم وعادات تتحدث؟.. يجب على الذين يتحدثون بهذه الطريقة أن يراجعوا أنفسهم ويمعنون النظر في الصورة الاجتماعية والفكرية والثقافية للمجتمع الأردني، وخصوصا في عمان، فالملايين الثلاثة من الناس الذين يعيشون في عمان، يمكن تصنيفهم فكريا وثقافيا، لنحصل في النهاية على نتيجة بأنهم يقبلون القسمة على كل الهويات والعادات والقيم والثقافات المتواجدة على الكوكب، فلا مجال للتدخل في قناعات ومفاهيم الناس بمثل هذه الطريقة وهذه المبررات..
من حق أي مواطن أردني أن يعترض على شدة البرد وسرعة الريح، وساعات ظهور الشمس، ومن حقه ابداء رأيه في المجال المغناطيسي بين القطب الشمالي والجنوبي للكوكب، فلا قوانين تمنع، لكن ليس من حقه مصادرة حقوق وحريات الناس، واتهامهم بأنه خارجون عن النصوص الثقافية والفكرية التي يتبناها، ويطالب بمحاكمتهم.. شو دخلك بالناس ؟!.
مثل هذا الحديث قد يمتد ليشمل حرية الناس في بيوتهم وفي طرقهم العامة، حيث لن نستغرب لو قامت جهة أو شخص برفع دعوى قضائية ضد فتاة ترتدي ملابس لم تعجبه، ويفتح المجال لمحدودي النظر أن يعترضوا أيضا لكن على طريقتهم، التي نرجح أن تكون انفعالية قد تصل الى الإساءة المباشرة لمثل تلك الفتاة، وربما الاعتداء عليها باللفظ وغيره..
هذا التنوع في عمان رغم «سورياليته» يجب أن لا يستفز أحدا، لأنه طبيعي وربما ضروري، ولنحاول احترام حقوق وحريات وقناعات الآخرين.
الدستور