2024-09-03 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

وداع لا يليق

فهد الخيطان
جو 24 :

حظي اللاعبون المشاركون في أولمبياد لندن من مختلف دول العالم بتكريم من أرفع المسؤولين في بلادهم؛ فقد نظمت احتفالات مهيبة لوداعهم قبل التوجه إلى لندن. وشاهدت على قناة الجزيرة لقطات من تلك الاحتفالات في أكثر من عاصمة؛ الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز كان في وداع لاعبي بلاده، يحضنهم، يلتقط معهم الصور التذكارية، ويشحذ هممهم ويرفع من معنوياتهم قبل ولوج ميادين المنافسة. ومثله زعماء كثر يدركون أن الإنجاز في الرياضة، وخاصة في الأولمبياد، يدون في سجل الدولة الحضاري، ويحدد مكانتها بين الأمم.
أول من أمس، غادر سبعة من الشابات والشباب الأردنيين عمان لتمثيل الأردن في أولمبياد لندن، في مشاركة هي التاسعة في تاريخ البطولات الأولمبية. على شح الإمكانات وقلة الدعم للرياضة، تمكن "السبعة" من نيل شرف المنافسة في رياضة السباحة والتايكواندو. أرفع شخصية كانت في وداعهم السفير البريطاني في عمان بيتر ميلييت، ومن الجانب الأردني أمين عام اللجنة الأولمبية لانا الجغبير!
حفل الوداع كان بسيطا كما وصفته "الغد"؛ لم يحظ الشبان الطموحون بلفتة من أي مسؤول في الدولة، غادروا بدون أن يسمعوا كلمة طيبة من أحد، سوى الأهل والأصدقاء الذين احتشدوا لتحيتهم ومؤازرتهم.
يأخذ بعض المسؤولين علينا في وسائل الإعلام أننا سوداويون، لا نرى غير النصف الفارغ من الكأس؛ نكتب عن السلبيات ونتجاهل الإنجازات. بدورنا نسأل: أليست المشاركة في الأولمبياد إنجازا بحد ذاته يستحق الاهتمام منكم؟!
المشاركة في الأولمبياد ليست منافسة على الميداليات فحسب؛ إنها احتفالية عالمية بقيم الإنسانية والتعايش والتحضر والإبداع. مناسبة تذكرنا بالفارق الذي يصنعه المتميزون لشعوبهم.
في هذا الميدان، نحن في الأردن والعالم العربي عموما، في ذيل القائمة؛ كما نحن في مؤشرات التنمية، والبحث العلمي، والإبداع الفني، والأدب والموسيقى، والديمقراطية بالطبع.
هذه ليست صدفة أبدا؛ فكما التقدم مشروع شامل، فإن التخلف هو الآخر لا يستثني مجالا، رياضيا كان أو ثقافيا.
بلادنا فقيرة في ميدان المنافسة العالمية؛ كل ما لدينا أجيال من الشبان الطامحين في شتى المجالات، عندما تسنح لهم فرصة يذهلوننا بقدراتهم على التميز والإبداع، لكن المناخ السائد كفيل بإحباط آينشتاين وميسي.
ماذا يضير رئيس الوزراء لو شارك لبضع دقائق في حفل وداع اللاعبين، وجاملهم بعبارات الدعم، وشد على أيديهم قبل السفر؟ لا شك أن ذلك سيترك أثرا طيبا في نفوسهم، ويحفزهم على المنافسة لتشريف بلادهم في البطولة.
المسؤولون أنانيون، لا يتذكرون هؤلاء إلا عندما يظفرون بالألقاب والميداليات، فيتقربون منهم لكسب الشعبية.
نأمل أن لا يفت التجاهل الرسمي من عضد لاعبينا، أو يؤثر على معنوياتهم. عليهم أن يتذكروا وهم في ميادين المنافسة أن المشاركة في الأولمبياد تكفي للشعور بالفخر، حتى لو لم ينالوا الذهب ولا الفضة.


(الغد)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير