jo24_banner
jo24_banner

#غاز_العدو_احتلال

ياسر المعادات
جو 24 : ماذا يعني استيراد الأردن للغاز من إسرائيل؟أليست هذه الصفقة في مصلحة الوطن؟هل ستمدنا العنتريات و المزايدات بالغاز؟

لقد تعلّم الإنسان و ما يزال من الشيطان أن يبرر خدمته له لا بل و يفاخر بها خصوصا إن كان في هذه الخدمة منفعة يظنها متبادلة تعود عليه بالنفع كما تعود على الشيطان بمزيد من الأتباع المخلصين،و عليه فإن أمرا كاستيراد الغاز من كيان يربطه بالأردن معاهدة سلام كما يروج عرابوا الغاز الصهيوني للأمر إنه ليس شذوذا أو حدث جلل يتطلب كل الضجة المثارة حوله،قد يكون التطرق لموضوع الغاز وحده منفصلا عن الصراع العربي الصهيوني الأزلي أمرا سطحيا جدا و لكنه الوحيد في أيدي من يظن أن بإمكانه الاستمرار في مقاومة أي اعتراف بحتمية التطبيع الكامل مع العدو الصهيوني و رغم هذا يأخذ البعض على هؤلاء وفائهم لقضية صور لهم شيطانهم أنها خاسرة و لم لا رجعية لا طائل منها.

فور بثّ أجهزة الدولة و تسريبها لصفقة الغاز الضرورية الحتمية انبرت أقلام اعتادت الدفاع عن نزوات الشياطين و أتباعها لتبرير الصفقة لا بل و الثناء عليها و تصويرها مسيحا مخلصا لأزمة الطاقة التي ستظهر عما قريب في حال لم تتحرك الحكومة لإتمام الصفقة دون أي التفات إلى الشريك في هذه الصفقة فمصلحة الوطن هي الأهم!

و لكن لنعد قليلا إلى أزمة الطاقة و انقطاع الغاز المصري ألم تعد العلاقة مع النظام المصري لسابق عهدها بوجود النظام العسكري الحاكم حاليا مما يعني تعاون هذا النظام مع النظام الأردني الصديق للحد من انقطاع الغاز و منع التفجيرات في الخط؟أم أنها خطة مبرمجة لتبرير ما هو قادم من تقارب يتعاظم يوما بعد يوم مع دولة يفرض العم سام أن تكون صديقة لا بل يحثّ كل أتباعه على الدفاع عنها حتى و إن كلّف الأمر الفتك بالشعوب المحيطة بها،سوف لن يكون الغاز آخر ما نحتاج العدو الصهيوني فيه لا بل ستصطنع الحاجة تلو الأخرى حتى يترسخ في ذهن الأردني الذي قاتل هذا العدو في الكرامة و اللد و باب اللطرون أنه لم يقاتل هذا "الصديق" يوما لا بل و أن من فعل ما هو إلا قاطع طريق لم يتحرك إلا لهمجيته المفرطة قبل أن يدجّن و تصله حضارة العم سام و قيم التسامح التي كان قد نسيها اثر جهله و تخلفه و آن أوان استعادتها عب تقاربه مع بني صهيون الذين يمثلون "وحدهم" قيم التسامح و الإخاء و المدنية في المنطقة.

لماذا لا تطرح مسألة استيراد الغاز من الجيران الخليجيين الذين تمثل الأردن عمقهم الأمني عبر أفراد أجهزتها الأمنية المنتشرين هناك من أجل إجهاض أي محاولة للتغيير في دول التبعية الأولى لإمبريالية العام سام؟هل ستمانع هذه الدول التي تحتاج الأردن أكثر مما يحتاجها في أن تمد حليفها الأول بكل ما يحتاجه من مصادر للطاقة كي لا يتوقف عن إمدادها بكل احتياجاتها من وسائل القمع التي تبقي أنظمتها الأزلية على رأس سلطاتها؟!

"غاز العدو احتلال" ليس شعارا يتداول فحسب عبر شبكات التواصل الاجتماعي بل هو قيمة أخلاقية راسخة في الوعي الجمعي لشعب قدم و سيقدم التضحيات في سبيل الأردن و فلسطين التي يرفض هذا الشعب أن يمول اعتداءات الجيش الصهيوني على أرضها الطاهرة و شعبها المناضل من أجل إشباع نزوات طغمة فاسدة مستبدة باعت كل قيمة في سبيل الدولار هكذا علمنا كايد المفلح و أبو يامين.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير