jo24_banner
jo24_banner

حوارات ملكية يهيمن عليها قانون الانتخاب

فهد الخيطان
جو 24 : اكتفى الملك بمداخلة قصيرة أكد خلالها على الالتزام بإجراء انتخابات نيابية قبل نهاية العام الحالي وحرصه على مشاركة الأطياف السياسية والاجتماعية كافة. وعرج جلالته على الاوضاع في سورية، مبديا قلقه الشديد من مخاطر الفوضى والحرب الاهلية وتبعات ذلك على دول المنطقة. واردف قائلا: هذا اللقاء هو الأول في سلسلة لقاءات حوارية سنجريها خلال شهر رمضان بهدف الاستماع الى وجهات النظر حول مختلف القضايا الوطنية.
اللقاء الاول، الذي يشير اليه جلالته، جرى في منزل العين مروان دودين منتصف الاسبوع الماضي وحضره عدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية، وهم: رجائي الدجاني، رجائي المعشر، جواد العناني، بسام العموش، آمنة الزعبي، محمدالذويب، عقل بلتاجي، حماد المعايطة، باسم فراج، سائد كراجة وصخر دودين.
حرص الملك على أن يعكس اللقاء أجواء الاردنيين في شهر رمضان فكان اللقاء اقرب الى "سهرة" رمضانية، تحدث الحضور خلالها بأريحية وصراحة، كما كان يرغب الملك؛ دخنوا النرجيلة بمن فيهم جلالته، وتناولوا المشروبات والحلويات الرمضانية، وتبادلوا النكات احيانا.
استحوذ قانون الانتخاب وجدل المشاركة والمقاطعة على الجانب الأكبر من مداخلات الحاضرين والتي تولى العين دودين تنظيمها وضبطها بصرامة محببة.
العين المعايطة أكد دعم الأغلبية لتوجهات الملك وانتقد المعارضة والتجاوزات على رموز الدولة، داعيا الى عدم الالتفات الى أصوات "الأقلية" في الشارع.
مداخلة العين آمنة الزعبي شكلت نقطة تحول في "السهرة"، نقلت المزاج الشعبي الرافض لمبدأ الصوت الواحد في قانون الانتخاب واتجاه قطاعات من خارج أوساط المعارضة التقليدية الى مقاطعة الانتخابات، في حال لم يعدل القانون، وحذرت من تجاهل حالة الاحتقان في البلاد.
رجائي الدجاني حمل بشدة على الاسلاميين ودعا الدولة الى عدم تقديم تنازلات لهم، فهم "لايشبعون" على حد قوله. وحذر من مخططاتهم للسيطرة على الدولة، على غرار ما حصل في مصر. لكن الدجاني، الذي تقلد في السابق منصب مساعد مدير المخابرات ووزير للداخلية انتقد في ذات الوقت تدخل الأجهزة الامنية في الانتخابات السابقة ودعا الى عدم تكرار الامر.
العين رجائي المعشر تناول النقاشات التي دارت في السابق حول قانون الانتخاب واعاد طرح اقتراحه الذي سبق أن قدمه لحكومة فايز الطراونة، والقاضي بمنح صوت ثالث للمحافظة، الى جانب صوت الدائرة المحلية، وصوت القائمة الوطنية. اقتراح المعشر حظي باهتمام الملك، الذي طلب من مدير مكتبه عماد فاخوري تدوينه.
العين بسام العموش قدم مداخلة جريئة أكد فيها أن إجراء الانتخابات دون مشاركة الحركة الاسلامية لا يخدم المصلحة الوطنية، ودعا الى تعديل قانون الانتخاب لضمان مشاركة القوى السياسية كافة في الانتخابات وتجاوز عقدة الصوت الواحد، وحث اركان الدولة على فتح حوار مع الاسلاميين، للتوافق على قواعد اللعبة السياسية في المرحلة المقبلة.
الدكتور جواد العناني، الذي استهل مداخلته بالحديث عن الوضع الاقتصادي عاد ليؤكد الحاجة لإصلاحات سياسية، توسع قاعدة المشاركة في صناعة القرار وأيد الدعوة لتعديل قانون الانتخاب.
النائب محمد الذويب وفي معرض حديثه عن التجربة الحزبية، أشار، وبمرارة، الى دور جهات رسمية، لم يسمها، في "تكسير" كتلة حزب التيار الوطني في البرلمان. وقال إن عددا من مرشحي التيار، الذين فازوا في الانتخابات، أجبروا على التخلي عن عضويتهم في الكتلة.
رجل الاعمال باسم فراج ركز في مداخلته على دائرة عمان الثالثة والحاجة الى إعادة النظر في حصتها من المقاعد، واتفق مع الاقتراحات الداعية الى تعديل قانون الانتخاب.
المهندس صخر دودين الناشط في التجمع الحر (حزب قيد التأسيس) قال بوضوح إن القانون الحالي لا يشجع على المشاركة في الانتخابات، واضاف "من طرفي سأقاطع الانتخابات إذا لم يجر تعديل القانون والغي الصوت الواحد". وأوضح ان القانون، بشكله الحالي، لا يساعد على تنمية الحياة الحزبية، مشيرا الى حاجة التيارات الحزبية الصاعدة لقانون انتخاب، يساعدها على منافسة الاسلاميين والقوى التقليدية.
اثناء مداخلات المتحدثين كان الملك يتدخل لإبداء ملاحظة أو رأي في المسائل المطروحة.
بيد أن الحضور توقفوا عند ثلاث ملاحظات: الاولى، اهتمام جلالته بالاقتراحات المعروضة، لتعديل قانون الانتخاب، واشارته الى امكانية عقد دورة استثنائية لمجلس النواب، للنظر في تعديلات جديدة على القانون. الثانية، تأكيده ولثلاث مرات متتالية، بأن دائرة المخابرات لن تتدخل في الانتخابات، لا من قريب أو من بعيد، والتزامه المطلق بإجراء انتخابات نزيهة، تكون الولاية فيها كاملة للهيئة المستقلة. الثالثة، حرص الملك على مشاركة الاسلاميين في الانتخابات.
فبعد المداخلات، التي استمع اليها بهذا الخصوص طلب جلالته من رئيس الاتحاد النسائي وعضو مجلس الأعيان آمنة الزعبي والعين العموش، التواصل مع قيادات الحركة الاسلامية، لاستمزاج رأيهم والبحث في فرص التراجع عن قرارهم بمقاطعة الانتخابات.
السهرة الرمضانية في منزل مروان دودين، التي كان اغلب الحضور فيها من اعضاء مجلس الأعيان، هي الاولى في سلسلة لقاءات، تجمع الملك بشخصيات من مختلف التلاوين السياسية والاجتماعية وتهدف الى استجلاء الصورة في مرحلة سياسية دقيقة وحساسة وتعكس حرص الملك على الإحاطة بكل الآراء حيال القضايا والتحديات الماثلة.
ويقول ساسة مطلعون إن الملك عادة ما يلجأ الى قنوات اتصال غير رسمية مع النخب السياسية، قبل الإقدام على مراجعة السياسات، وتبني مقاربات جديدة، من شأنها استعادة تماسك الجبهة الداخلية وترميم جسور العلاقة بين الدولة والمجتمع."الغد"
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير