أعوذ بالله من الحكومة
كالزوجة التي تشعر أن زوجها يهجرها و هو يصرف لها المديح ..ولكنه في واقع الأمر يرمي نفسه في أحضان كل النساء بلا هجران وبلا مديح أيضاً ..! تلك هي حكايتنا مع حكومتنا و حكاية حكومتنا مع غيرنا ..!
يشعرنا مولانا فايز الطراونة بأننا الزوجة البالية ..و أننا أقل من أبناء الجارية ..و أننا لا نأخذ منه الا الابتسام و اللسان الحلو ..و أننا لا ينقصنا شيء إلا طلته البهيّة ..و أناقته التي بلا حدود ..! و على أرض الواقع ..كل حركة له بعقاب لنا ..وكل التفاتة له تفريق لجمعنا ..وكل هزة رأس منه هجران لأبناء الجارية و الزوجة البالية ..!
هذه الحكومة لم تسقط فقط ..بل غرقت في الموبقات السياسية ..فلا هي تركت الحراك يمضي بشوطه ..ولا هي جففته ..لم تستطع أن تسكت العاصفة و لم تنحنِ لها ..و لم تعطّل الاصلاح و لم تسعَ إليه ..لم تكبّ الجياع على وجوههم ولم تطعمهم ..لم تكشّر في وجه فاسد و لم تبتسم في وجه نظيف ..! هي حكومة بلا طعم ولا لون ولا رائحة ؛ ولكنها ليست ماء فيه كل شيء حيّ ..بل سًمٌّ تُميت الجمال وهو في أوجه ..!
هذه الحكومة ..ليست زوجة مطيعة ..ولا زوجاً أميناً ..و ليست زوجةً متمكيجة ..ولكنها قبيحة المنظر حيث حضرت ..لها إرث عجوز حطّت خطوط العمر على وجهها ..و كشفت عن شعرها الأبيض و أسنانها المتساقطة و تريدنا أن نصدّق أنها صبيّة فيها من إغراء الشباب ما يدعوك لخطب ودها ..وكل ودها شباك و سقر و أفانين جهنم ..!
هذه الحكومة لا تملك من مقومات الوجود إلا حلف اليمين ..وليس بيننا و بينها إلا الشقاء ..ولكنها تصر على أن الذي بينها و بيننا تقاطعات المواطنة الأردنية و ليست والله إلا مسرحيّة مولانا فايز الذي أساء في التأليف و أساء التمثيل و أساء في الإخراج ..لذا لم يجد مواطناً واحداً يأخذ بضاعته الرديئة و يبثها في عقله أو قلبه ..!
هذه الحكومة ..مفرقة جماعات و هادمة لذات ..وهي كالموت و أكثر ؛ عندما يأتي ذكرها تقشعر الأبدان ..و ترتعد القلوب ..وتشمئز النفوس ..!! إنها حكومة أماتت الجو العام ..و غيّرت الطقوس ..ويكفيها أنها الحكومة الوحيدة على قصر عمرها التي جعلت المواطن الأردني من الكبير إلى الصغير يمشي و هو يكلّم نفسه ..!!
إنها حكومة شيطانة ..سبها واجب ..و الاستعاذة منها حق ..اللهم إني أعوذ بك من الحكومة ..!
Abo_watan@yahoo.com