كلّ شيء على ما هو عليه
كامل النصيرات
لا أظن ..فأنا في اللحظة الفارقة و التي انتقلت من 2014 إلى 2015 نفسي أنا أنا ..لم يختلف تفكيري ..لم يزد شيبي ..لم يتضاعف راتبي ..لم أصبح (فلتة)بالانجليزي فجأة ..لم يتغيّر دخاني الرديء إلى سيجار ..لم ينزل لي طبق من السماء ..لم أفتح خزانة ملابسي لأجد قميصاً و بنطلوناً ..لم أجد ختماً على فواتير الكهرباء بأنها دُفعت ..لم أجد سيارتي (الكيا) صارت مرسيدس ..لم يتغيّر صوتي لأفكر بالتحوّل إلى الغناء ..لم ينزل السكري ولم أتوقف عن تناول كميات مختلفة من الأدوية لمختلف الأشياء المرضية ..!!
لم و لم و لم ..حتى أصدقائي لم يتغيّر سلوكهم ..لم يُشطب أيٌّ منهم من قائمة الفقر ..ولم يتركوا عادة العيش على الهامش ..ولم يصبحوا فجأة نجوماً في رأس السنة ..!
ولم ولم ولم ..والوزراء هم هم ..لم يتغيّر واحد مهم ..والنواب بذات أسمائهم و بذات صراخهم وبذات تفكيرهم ..
نزلتُ إلى الحارة ..جيراني في العمارة ما زالوا هنا ..و العمارات التي في الحارة لم تتغير ..ضجيج أطفالها هو هو ..الشارع ما زال يشهد على كل شيء و لم يتغيّر ..حتّى الحاوية التي اختفت من شهور طويلة لم تظهر في رأس السنة ولو من أجل السلام علينا ...
بالمحصلة ..الأمور على حالها ..ولم يتغيّر سوى الرقم الذي على اليمين ..الأربعة صارت خمسة ..و بقيّة الأشياء بقيت في نكدها و قهرها و عذابها ..
أتمنى أن يتغيّر شيء غير الرقم ..أن يتغيّر الإنسان فقط ويعود إليه ...الدستور
تابعو الأردن 24 على 
