ممنوع من النشر في الدستور ..قرارات الدقارة
ما المردود السياسي والاقتصادي والاجتماعي لو حرد كل النواب ، وامتنعوا عن حضور الجلسات؟!.
الصورة تشبه "دقارة" لاعبين في فريق كرة أن يقفوا في الملعب ولا يلمسون الكرة، فلا هم لعبوا ولا هم خرجوا وسمحوا للبدلاء كي يلعبوا..
في الواقع كلها لعب ودقارة، حتى حين يحتج بعض الحضور على أغنية ما أو خطبة كلامية لشخص ما، ويقومون بفصل التيار الكهربائي عن أجهزة الصوت، فهم يلعبون أيضا..وحين لا يجدون مبررا لعملهم هذا يقولون لك: ما بدنا نسمع ولا غيرنا يسمع "بنحب الدقارة".
لماذا تقوم الحكومة برفع أسعار الكهرباء رغم تدني أسعار كلفها؟!، المشكلة دوما ليست بحجم الفاتورة التي ندفعها لشركة الكهرباء، بل في السلع الأخرى، التي تطير الى السماء ولا تهبط أبدا، أنظروا كم هبط النفط، وكم كان ذريعة لرفع أسعار سلع كثيرة من قبل تجار كبار وصغار، وعلى الرغم من مرور أشهر على هبوط النفط، لم تهبط الأسعار لهذه السلع، وحين يخرج مسؤول ما ويقول هبطت أسعار 33 سلعة، فهو بالضرورة يتحدث عن خبر افتراضي، لا يوجد في السوق، إلا في بعض المولات الكبيرة التي تقدم عروضا تجارية بتخفيض أسعار بعض السلع..
التاجر الكبير الذي تعود عليه هذه القرارات بالفائدة، لا علاقة تربطه بالحكومة، فهو "إقطاعي"، يملك سوقا ويحتكرها وسلعها، وسيتذرع من جديد بارتفاع أسعار الكهرباء، باعتبارها سلعة ارتكازية أيضا، وحين ترتفع نسبة فاتورته الكهربائية فإنه يستخلص من كل زبون تقريبا هذه النسبة، وتعود عليه بالأرباح الوفيرة، بلا خدمات جديدة يقدمها أو تحسين على انتاجه.. شيء يشبه ضربات الحظ، حيث ترتفع أرصدته وملايينه بسبب قرارات زائدة، كرفع أسعار الكهرباء "الاعتباطي" وغير المبرر..
النواب؛ سواء أحضروا الجلسات أم تغيبوا، هم الجهة الوحيدة القادرة على كبح جماح القرارات الحكومية، التي تبدو ميكانيكية ولا ترتهن للواقع الذي يفيد بانحسار سعر النفط الى ثلث سعره قبل عام، فلا منطق يبرر رفع أسعار الكهرباء، ولا في بقاء أسعار المشتقات النفطية على هذا الارتفاع، إذ أن الأرقام تشير إلى ضرورة أن يهبط سعر البنزين والسولار والكاز الى نصف قيمته الحالية تقريبا كي يكون منطقيا، ومتوافقا مع التسعيرة العالمية..
بيانات النواب لا تكفي، وحردهم كذلك، ومسؤوليتهم الرقابية والتشريعية تحتم عليهم إن يقوموا بواجبهم تجاه تغول الأسعار ووحشيتها من قبل التجار، وعدم السماح للحكومة برفع أسعار الكهرباء أو إبقاء أسعار المشتقات النفطية على هذه الأسعار العالية..
ما رأيكم لو قمتم بفصل الكهرباء عن القبة مثلا؟ ربما يكون التصرف أفضل من كتابة البيانات والحرد عن حضور الجلسات..
أقول للناخبين المساكين: أنتم أيضا انتخبوا "الدقارة".