أضرار تناول الأرز النيء

يُعتبر الأرز (الاسم العلميّ: Oryza sativa) من أقدم أنواع الحبوب التي استُخدِمت في العالم، وهو غذاء أساسي لأكثر من نصف سكان الكرة الأرضية. يتميز الأرز بتنوعه، حيث توجد أنواع متعددة تختلف في اللون والحجم واللزوجة والمذاق، مما يجعله مكونًا شائعًا في العديد من الثقافات والمطابخ.

أضرار الأرز النيء

تتجه الحميات الغذائية الحديثة نحو تناول الأطعمة بأقل قدر من المعالجة، وهذا قد يكون مفيدًا للخضراوات والفواكه، لكن الأمر يختلف مع الحبوب مثل الأرز. فتناول الأرز النيئ قد يؤدي إلى آثار جانبية على صحة الجسم. إليكم بعض هذه الآثار:

التلوث بالبكتيريا

قد يحتوي الأرز غير المطبوخ على أبواغ البكتيريا العصوية الشمعية (Bacillus cereus)، وهي بكتيريا تفرز سمومًا تسبب التسمم الغذائي. هذه الأبواغ تبقى حتى بعد طهي الأرز، وعند تركه في درجة حرارة الغرفة بعد الطهي، يمكن أن تنمو وتتكاثر، مما يجعله غير آمن للاستهلاك. تسبب البكتيريا العصوية الشمعية نوعين من التسمم الغذائي؛ الأول هو متلازمة القيء، حيث تظهر الأعراض بعد 1-5 ساعات من تناول الطعام الملوث، وتشمل الغثيان والقيء وآلام البطن. أما النوع الثاني، فهو متلازمة الإسهال، التي تظهر أعراضها بعد 8-16 ساعة من تناول الطعام الملوث، وتستمر لفترة تتراوح بين 12-14 ساعة وقد تمتد لعدة أيام.

التسبب بالمشاكل الهضمية

الأرز يحتوي على بروتينات تُسمى الليكتين، والتي يُعتقد أنها تمتلك خصائص طبيعية مضادةً للحشرات. ترتبط هذه البروتينات بشكلٍ قوي بالكربوهيدرات الموجودة على الأغشية الخلوية للخلايا الطلائية المبطنة للجهاز الهضمي، مما قد يُسبب الإسهال والغثيان والتقيؤ. يعتقد الباحثون أن استهلاك هذه البروتينات يرتبط بحساسية القمح وسرطان القولون والمستقيم. من الجدير بالذكر أن طهي الأرز وغيره من الأطعمة التي تحتوي على اللكتين يدمّر بعض هذه البروتينات، مما يقلل من تأثيراتها السلبية.

احتواؤه على السليولوز ومضادات التغذية

القشرة الخارجية للأرز تتكوّن من السليولوز، الذي يوجد على أوراق معظم النباتات تقريبًا. يُعتبر السليولوز عنصرًا مهمًا في حماية النباتات، ولكنه في الوقت نفسه لا يستطيع جسم الإنسان هضم معظم الأطعمة المحتوية عليه. ولذلك، فإن تناول الأرز غير المطبوخ يمنع الجسم من الحصول على العناصر الغذائية الموجودة فيه، مما يؤثر سلبًا على الصحة العامة. غلي الأرز على درجات حرارة أعلى من درجة غليان الماء يساعد على تدمير هذا الغشاء، مما يزيد من قدرة الجسم على هضمه وامتصاص البروتينات والعناصر الغذائية المتوفرة فيه.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الأرز البني على كميات كبيرة من حمض الفيتيك، وهو مركب يُضعف امتصاص الحديد والزنك من الغذاء. لذلك، يُعتبر حمض الفيتيك أحد مضادات التغذية، وقد يؤدي تناول الأطعمة الغنية بهذا المركب إلى الإصابة بنقصٍ في العديد من العناصر الغذائية المهمة لصحة الجسم، وخصوصًا بالنسبة للأشخاص النباتيين. يمكن التخفيف من تأثيرات حمض الفيتيك عن طريق نقع الأرز قبل الطهي، مما يساعد على تقليل كميته وتحسين امتصاص العناصر الغذائية.