استراتيجيات فعالة لتخفيف الوزن بسرعة
يتكون وزن الجسم من مجموع وزن العظام والعضلات والأعضاء وسوائل الجسم والنسيج الدهني. هذه المكونات تتغير بناءً على عدة عوامل، مثل النمو والتكاثر واختلاف معدل ومستوى النشاط البدني والرياضة والعمر. تنقسم دهون الجسم إلى نوعين؛ النوع الأول يعتبر أساسياً وهو ضروري للوظائف الفسيولوجية الطبيعية في الجسم، بالإضافة إلى حماية الأعضاء الداخلية. أما النوع الآخر فيعتبر مخزن للطاقة، حيث يتراكم هذا النوع من النسيج الدهني تحت الجلد.
تتم المحافظة على وزن الجسم عن طريق العديد من الميكانيكات العصبية والهرمونية والكيميائية التي تحافظ على تعادل الطاقة التي يتناولها الإنسان مع الطاقة التي يقوم الجسم بصرفها. تأتي غالبية الدهون التي يقوم الجسم بتخزينها من الدهون الثلاثية التي يتناولها الإنسان. والدليل على ذلك هو تركيب دهون النسيج الدهني في الجسم، والذي يشكل انعكاساً لتركيب الدهون المتناولة في الحمية الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الكربوهيدرات والبروتينات المتناولة بكميات تزيد عن الاحتياجات يتم تخزينها أيضاً كدهون في النسيج الدهني.
تتراكم الدهون عندما يحدث خلل في معادلة الطاقة المتناولة مع الطاقة التي يتم صرفها. يعتبر الشخص مصاباً بالسمنة وزيادة الوزن عندما تتراكم الدهون في الجسم إلى مستوى يتعارض مع الصحة. يمكن أن يحدث تراكم الدهون بشكل عام في جميع مناطق الجسم أو مركزاً في منطقة معينة. يتم تشخيص السمنة وزيادة الوزن باستخدام عدة طرق، وغالباً ما يتم استخدام مؤشر كتلة الجسم الذي يتم حسابه بتقسيم وزن الجسم بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر.
تصنيفات مؤشر كتلة الجسم
يوضح الجدول الآتي تصنيفات مؤشر كتلة الجسم:
- نقص في الوزن: أقل من 18.5
- وزن طبيعي: 18.5-24.9
- زيادة في الوزن: 25-29.9
- سمنة من الدرجة الأولى: 30-34.9
- سمنة من الدرجة الثانية: 35-39.9
- سمنة من الدرجة الثالثة (سمنة مفرطة): 40 فأكثر
خطوات تخفيف الوزن بسرعة
غالباً ما يبحث الأشخاص الذين يرغبون في خسارة وزنهم عن طرق سريعة لتحقيق ذلك. وعادةً ما يكون هذا مطلبهم عند زيارة أخصائيي التغذية. قد يدفع ذلك الكثيرين لاتباع الحميات التي تعدهم بخسارة الكثير من الكيلوغرامات في فترات زمنية قصيرة، كأسبوع مثلاً. ولكن من المهم أن يدرك الجميع أن الوزن الذي تراكم على مدى سنوات من الصعب فقدانه فعلياً في أسابيع قليلة. تحتاج خسارة الوزن الحقيقية إلى قرار حقيقي نابع من داخل الشخص بعمل تغيير في نمط حياته الذي تسبب له في السمنة وزيادة الوزن في الأصل.
من المعروف علمياً أن خسارة الوزن يجب أن تكون تدريجية. حيث إن استراتيجيات خسارة الوزن التي تتبنى اتخاذ خطوات تدريجية وخسارات متوسطة في الوزن بالنسبة للفترة الزمنية تكون غالباً أكثر نجاحاً من الحلول السريعة التي تفقد الجسم الكثير من وزنه في فترة قصيرة. ومع ذلك، فإنه لا شك أن الإنسان يمكن أن يسارع من عملية فقدان الوزن وعلاج السمنة في حالات العزم والإصرار على ذلك، ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف اختصاصي تغذية مؤهل لوضع استراتيجيات تتناسب مع الحالات الفردية.
يجب أن تشمل استراتيجيات خسارة الوزن، وخاصة تلك التي تهدف إلى تحقيق تخفيف الوزن بسرعة، جميع الخطوات اللازمة، والتي تشمل الحمية وممارسة الرياضة وتعديل نمط الحياة.
الحمية الغذائية
إن أول مبدأ يعتبر فعالاً في تحقيق خسارة الوزن هو تحقيق خلل في معادلة الطاقة في الجسم. ويتم ذلك عندما تكون السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص أقل من السعرات الحرارية التي يقوم الجسم بحرقها. وأسهل الطرق لتحقيق ذلك هو بالحمية. حيث إن تناول حمية تنخفض فيها السعرات الحرارية عن احتياجات الجسم اليومية يحقق هذا الاختلال في الطاقة، وبالتالي خسارة الوزن.
على سبيل المثال، إذا تناول الإنسان حمية تحتوي على سعرات حرارية أقل من احتياجاته بحوالي 500 سعر حراري، فإنه يتخلص من نصف كيلوغرام من وزن دهون الجسم خلال أسبوع. يمكن الانخفاض أكثر لتحقيق خسارة وزن أكبر، ولكن يجب عدم تناول حمية منخفضة بشكل كبير بالسعرات الحرارية. حيث يجب أن تمنح الحمية الحد الأدنى من الطاقة، والذي يتمثل بمعدل الأيض الأساسي في الجسم، وهو عبارة عن الحد الأدنى من الطاقة التي يحتاجها الجسم للمحافظة على وظائفه الفسيولوجية الطبيعية متوازنة.
لذا، من المهم أن تتضمن الحمية الغذائية مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية التي توفر العناصر الغذائية الأساسية للجسم، مع تقليل السعرات الحرارية بشكل معقول. يجب أن تشمل الحمية الفواكه والخضروات، الحبوب الكاملة، البروتينات الخالية من الدهون، والدهون الصحية. كما ينبغي تجنب الأطعمة المعالجة والمشروبات السكرية، حيث إن هذه الأطعمة تحتوي على سعرات حرارية عالية وقيمة غذائية منخفضة.
عند اتباع حمية غذائية، يجب أن يكون هناك وعي كامل بما يتم تناوله، حيث يمكن أن يساعد تسجيل الوجبات في تتبع السعرات الحرارية والمساعدة في تحديد العادات الغذائية غير الصحية. كما أن تناول الوجبات الصغيرة والمتكررة يمكن أن يساعد في التحكم في الجوع وتحسين مستويات الطاقة.
في النهاية، يجب أن يكون الهدف من الحمية هو تحسين الصحة العامة وليس فقط فقدان الوزن. يجب أن يكون هناك توازن بين تناول السعرات الحرارية والنشاط البدني لتحقيق نتائج فعالة ومستدامة.













