فوائد الأرز الأسمر الصحية

يعتبر الأرز الأسمر من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الضرورية لصحة الإنسان، حيث يتميز بمحتواه العالي من الألياف مقارنةً بالأرز الأبيض. الألياف تلعب دورًا مهمًا في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، إذ تساعد في تحسين حركة الأمعاء وتغذية البكتيريا النافعة. كما يحتوي الأرز الأسمر على النشا المقاوم، الذي يُعتبر مفيدًا في تعزيز نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء، مما يُسهم في إنتاج الأحماض الدهنية، وأحد أبرز هذه الأحماض هو البوتيرات، الذي يُحسن من صحة القولون.

المحتوى الغذائي للأرز الأسمر

الأرز الأسمر يُعد مصدرًا غنيًا بالمنغنيز، وهو عنصر أساسي للعديد من العمليات الحيوية في الجسم. يُساهم المنغنيز في بناء العظام والتئام الجروح، بالإضافة إلى دوره الحيوي في عمليات الأيض اللازمة لإنتاج الطاقة. كما يُساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم، مما يجعله خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في مستويات السكر.

علاوة على ذلك، يحتوي الأرز الأسمر على المغنيسيوم، وهو معدن ضروري يُعتقد أن نقصه قد يُساهم في الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة. كما يتوفر النحاس في الأرز الأسمر، ونقصه قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، مما يعزز أهمية تناول الأرز الأسمر كجزء من نظام غذائي متوازن.

المركبات النباتية المفيدة في الأرز الأسمر

الأرز الأسمر غني أيضًا بالمركبات النباتية المفيدة، مثل مركبات الليغنان، التي تقوم البكتيريا النافعة بتحويلها إلى الإيزوفلافون المعروف بـ Enterolactone، والذي قد يوفر فوائد صحية متعددة. كما يحتوي على حمض الفيرليك، وهو مضاد أكسدة قوي يتواجد في النخالة، وقد أظهرت الدراسات أنه قد يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.

الدراسات العلمية حول فوائد الأرز الأسمر

فيما يتعلق بفوائد الأرز الأسمر، لا توجد أدلة كافية على فعاليته في بعض المجالات. على سبيل المثال، أظهرت دراسة نُشرت في مجلة International Journal of Preventive Medicine عام 2014، والتي شملت 35 امرأة في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، أن استهلاك الأرز الأسمر بدلاً من الأرز الأبيض قد ساهم في تقليل مؤشرات الالتهابات في الجسم. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج.

تشير بعض الدراسات الأخرى إلى فوائد محتملة للأرز الأسمر، مثل التخفيف من الإسهال، اضطراب المعدة، الغثيان، وتحسين اليرقان، ولكن لا توجد أدلة كافية لدعم هذه الفوائد بشكل قاطع.

دراسة نُشرت في مجلة Nutrition & Diabetes عام 2017، أظهرت أن تناول نوع معين من الأرز يُسمى الأرز الأسمر الدبق لمدة ثمانية أسابيع بمعدل مرتين يوميًا يُساهم في التحكم في المؤشر الجلايسيمي لدى مرضى السكري من النوع الثاني، مما يقلل من مستوى سكر الدم التراكمي. هذه النتائج تشير إلى أن الأرز الأسمر قد يكون خيارًا مفيدًا للأشخاص الذين يسعون إلى إدارة مستويات السكر في الدم.

علاوة على ذلك، أظهرت مراجعة منهجية نُشرت في مجلة The British Medical Journal عام 2016، والتي شملت 45 دراسة، أن زيادة استهلاك الحبوب الكاملة مثل الأرز الأسمر بمعدل ثلاث حصص يوميًا يُساعد على تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، السرطان، وأمراض الجهاز التنفسي والسكري.

كما أظهرت دراسة أولية أجريت على الفئران ونُشرت في مجلة BMC Complementary and Alternative Medicine عام 2018، أن تناول الأرز الأسمر الذي يُطبخ بالضغط العالي قد يُساهم في تقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. حيث أظهرت النتائج أن هذا النوع من الأرز يُحسن من الاضطرابات المعرفية ويقلل من نسبة بروتين الببتيد بيتا النشواني، وهو من البروتينات المرتبطة بمرض ألزهايمر.