ما هو الغلوتين وكيف يؤثر على صحتنا
الغلوتين هو نوع من البروتين يلعب دورًا هامًا في ربط الأغذية معًا. يتواجد بشكل رئيسي في بعض الحبوب مثل القمح والجاودار والشعير. يُعتبر الغلوتين مكونًا رئيسيًا حيث يُشكل حوالي 85-90% من البروتين الموجود في القمح. يتكون الغلوتين من مزيج متساوٍ تقريبًا من الغليادين والغلوتينات، وهما نوعان من البروتينات الغنية بالجلوتامين والبرولين، وهما أحماض أمينية تُعرف معًا باسم البرولينامين.
من المهم ملاحظة أن الغلوتين يمكن أن يظهر في بعض الأطعمة الأخرى نتيجة للتلوث المتبادل. على سبيل المثال، يمكن أن يتواجد الغلوتين في غلوتامات أحادية الصوديوم، صلصة الصويا، الآيس كريم، اللحوم المصنعة، وحتى الحبوب التي يُعتقد أنها خالية من الغلوتين مثل الشوفان. يحدث هذا التلوث غالبًا بسبب إنتاج هذه المنتجات في نفس المنشآت التي تُعالج فيها الحبوب المحتوية على الغلوتين.
هل الغلوتين مفيد للصحة؟
غالبًا ما يرتبط وجود الغلوتين في القمح ببعض الأغذية الشائعة. هناك ادعاءات تشير إلى عدم قدرة الغلوتين على المساهمة في نظام غذائي صحي متكامل، ولكن الأبحاث تشير إلى نتائج متباينة. إليك بعض النتائج:
تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب
أظهرت دراسة نشرت في مجلة The Bmj عام 2017 على أكثر من مئة ألف مشارك غير مصابين بحساسية القمح أن استهلاك الغلوتين يرتبط بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. كما لم يُظهر الاستهلاك الطويل الأمد للغلوتين أي ارتباط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. تشير النتائج أيضًا إلى أن الأفراد غير المصابين بحساسية القمح قد يزيد تجنبهم لتناول الغلوتين من خطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك نتيجة لانخفاض استهلاكهم من الحبوب الكاملة.
تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
دراسة نشرت في مجلة Diabetologia عام 2018 أظهرت أن زيادة استهلاك الغلوتين ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، مما يتعارض مع المعتقدات السائدة حول الغلوتين. كما أن انخفاض استهلاك الغلوتين في النظام الغذائي قد يُشير إلى انخفاض استهلاك الألياف من الحبوب الكاملة وبعض المغذيات الأخرى التي تُساهم في تعزيز صحة الجسم. تم نفي النظرية التي تدعي أن استهلاك الغلوتين يرتبط مع زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الأول، وذلك بحسب دراسة نشرت في مجلة Diabetes Care عام 2002.
تحسين صحة الجهاز الهضمي
يُعتبر الغلوتين بمثابة بريبيوتيك، حيث يُغذي البكتيريا المفيدة في الأمعاء. مركب AXOS الموجود في نخالة القمح يعزز نشاط بكتيريا البيفيدوبكتيريوم في القولون، مما يساهم في صحة الجهاز الهضمي. وقد ارتبط التأثير في كميتها أو نشاطها بحدوث أمراض الجهاز الهضمي، بما في ذلك؛ أمراض الأمعاء الالتهابية، وسرطان القولون والمستقيم، ومتلازمة القولون العصبي. دراسة نشرت في مجلة Nutrition & Diabetes عام 2012 تشير إلى أن الكربوهيدرات غير القابلة للهضم من الحبوب الكاملة، مثل AXOS، قد تحسن صحة الأمعاء لامتلاكه تأثير البريبيوتيك.
أضرار الغلوتين
درجة أمان الغلوتين لا يُشَكّل الغلوتين خطرًا على صحة غالبية الأشخاص. ومع ذلك، هناك بعض الأفراد الذين قد يعانون من حساسية الغلوتين أو مرض السيلياك، وهو حالة مناعية تتسبب في رد فعل سلبي تجاه الغلوتين. بالنسبة لهؤلاء الأفراد، يمكن أن يؤدي تناول الغلوتين إلى تلف الأمعاء الدقيقة ومجموعة من الأعراض الصحية الأخرى. تشمل هذه الأعراض آلام البطن، الإسهال، فقدان الوزن، والتعب. لذلك، من المهم أن يتجنب هؤلاء الأشخاص تناول الغلوتين تمامًا.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن بعض الأشخاص قد يعانون من حساسية غير مرتبطة بمرض السيلياك، مما يعني أنهم قد يشعرون بأعراض مشابهة عند تناول الغلوتين، ولكن دون وجود تلف في الأمعاء. يُعرف هذا باسم حساسية الغلوتين غير السيلياك. ومع ذلك، فإن الأبحاث حول هذه الحالة لا تزال في مراحلها الأولى، ولا توجد معايير تشخيصية واضحة حتى الآن.
بشكل عام، يُعتبر الغلوتين جزءًا من النظام الغذائي للعديد من الأشخاص، ولا يُعتبر خطرًا على الصحة العامة. ومع ذلك، يجب على الأفراد الذين يعانون من حساسية الغلوتين أو مرض السيلياك اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب تناول الغلوتين.













