قمة بغداد والحلقة المفقودة!!!
إلتأمت في بغداد، يوم الخميس 29/3/2012، القمة العربية العرجاء ، ولكن بحضور عربي، أقل ما يقال عنه أنه أقل من متواضع. ولأن فاقد الشيء لايعطيه، فبغداد بحاضرها ليست هي العاصمة الأمثل لإنعقاد القمة. فقد كانت مسرحاً لدبابات الإحتلال الغربي – الصهيوني- الفارسي، وأصبحت اليوم تأن تحت وطأة الإحتلال الصفوي- المجوسي- – الشعوبي – الطائفي. وشوارعها ما زالت تتشح بالسواد، بسبب الحروب الطائفية، باردها وساخنها، و تكتنز دهاليز ساستها بفساد مستشرٍ، وفي " درابينها" فقدت العربية نطق ضادها، واصبحت "اللكنة" الفارسية هي السائدة، وأستبدل دينارها ودرهما العربيين بالتومان الصفوي. فلهذه الأسباب وغيرها الكثير، ليست بغداد " بحاضرها" البائس ، و حكومتها التي نصبها المستعمر، وإنقلبت حتى على شركائها في ذبح العراق، وضربت بعرض الحائط ، كل ثوابت التوازن في المجتمع العراقي، وما زالت ذابحة وظالمة للعرب السنة، وإنقلبت على تعهداتها في انصافهم. ليست هي المكان الصحيح والأسلم لإنعقاد القمة العربية.
وإذا كانت دورية مكان إنعقاد القمة العربية تم مآسستها حسب الترتيب الهجائي، فإن قيادة نظام مفروظ على شعبه ليست بالمستوى القادر، لا قيمياً ولا أخلاقياً، على قيادة العمل العربي المشترك في هذا الظرف الدقيق الذي تعيشه الأمة العربية. وبالتالي فإنني أعتقد، كعشرات الملايين من أبناء الأمة العربية، بأن هذه القمة ولدت ميتة ، ولم تكن بمستوى التحديات التي تواجه العمل العربي المشترك.
كما أن هنالك العديد من الأجندات القومية العربية ، لم تناقش او حتى يجرؤ المجتمعون التطرق إليها، خاصة الوضع العراقي الداخلي الطائفي المأزوم والمرشح للإنفجار في أي لحظة، بالإضافة إلى موضوع مصادرة إيران للقرار السيادي العراقي. فالذي لا يستطيع أن يحتوي مشاكله ويكون منصفا عادلاً لأبناء شعبه، لن يستطيع أن يدرك معنى الوجع القومي، ويجد الحلول لمشاكله، بل هو أصغر من أن يتعرض لها او يبحث فيها. كيف لا وهو القائل " بكل تحد وأمام شاشات الفضائيات "... أنا شيعي اولاً...ومن حزب الدعوة ثانياً ...وعراقي ثالثاً... وعربي رابعاً..." والله أعلم بالثالثة والرابعة.
فحكومة تخاف من رجل قضى نحبه، ويرعبها موته، وهي ذات الحكومة التي أعدمته في يوم النحر الأكبر، عيد مليار ونصف من المسلمين، وتحاصر ضريحه، بل وصل بها الآمر إلى التفكير بنقل جثمانه الى مكان آخر، خوفاً من مطاردة روحه لعروشهم. حكومة تستقي قراراتها من قم، ويقودها من لا يعترف بعروبته ، بل يعتبر الطائفه هي مرجعيته، قطعاً لا تستطيع ان تكون مؤهلة لقيادة العمل العربي المشترك، ولا تستطيع ان تقنع الشارع العربي بقدرتها على حمل الراية العربية.
وحكومة حاولت وتحاول جاهدة ان تسلخ العراق عن عروبته ، وتسعى جاهدة في فرسنته، لا يمكن لها أن تكون مؤتمنة على المصالح القومية العربية، شأنها شأن الأب الذي يدعو أبناءه للفضيلة وهو يمارس الرذيلة في أبشع صورها.
كان الأولى بهذه القمة، أن تنعقد في مكان آخر، مكان يعتبر الوجع العربي هو وجعه وهو همه الأول والأخير، في مكان بعيد عن الإستقطاب الطائفي، مكان ينآى بنفسه عن التضحية بالأمة لصالح الفئة والعصابة، مكان قريب من آهات وأنات الأمة العربية . صحيح ، بأن العرب شاركوا في هذه القمة، لكن نتائجه كانت أقل من متواضعة.
alrfouh@hotmail.com