الطاقة النووية بين الحق الأردني والباطل الصهيوني! (1-2)
أ. د. فيصل الرفوع
جو 24 : تشير معظم الرؤى الإستقرائية، إلى أن اسباب التلكؤء الأمريكي في تنفيذ إتفاقية التعاون النووي السلمي بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة الاردنية الهاشمية، يعود إلى الدور السلبي لإسرائيل. حيث إن المواقف العدائية الإسرائيلية المتوالية تجاه الأردن، منذ وقوفها في بداية سبعينيات القرن الماضي فيما يتعلق بصفقة صواريخ « هوك» الأمريكية التي كان الأردن يفاوض « البنتاجون» بشأن امتلاكها، للدفاع عن أرضه وسيادته، مروراً بخطة « شارون» الإحلالية والاحتلالية للأردن في نهاية تسعينيات القرن الماضي وتحويلة إلى وطن بديل للفلسطينيين، والتي أفصح عنها أخيراً، « أيهود باراك» وزير الحرب الصهيوني، وإنتهاءً بالموقف الإسرائيلي المتشدد والمعادي والتخريبي لتنفيذ إتفاقية التعاون المشترك مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالبرنامج السلمي الاردني للطاقة النووية، هذه المواقف تفصح، وبما لا يدع للشك، عن نوايا الكيان الصهيوني العدائية والشريرة تجاه الأردن وشعبه وقيادته. متناسياً هذا الكيان بأن سياساته السلبية تجاه الأردن هذه ستخدم التطرف المتنامي والرافض لوجوده كدولة قائمة على القتل والتدمير والحصار والاحتلال. وعلى أقل تقدير فأن عدوانية هذا الكيان لا يمكن أن تخدم العلاقات السلمية المنشودة في المنطقة.
للأردن كل الحق، في « الإمتعاض» من الموقف الامريكي» المتناغم مع الإرادة الإسرائيلية وذراعها في كل من البيت الأبيض والكونغرس والإدارة الأمريكية، وهو اللوبي اليهود» الأيباك». فالأردن دولة صديقة للولايات المتحدة، وله علاقات تاريخية معها تمتد لأكثر من خمسة عقود. كما لم يسجل على الأردن في أي لحظة تاريخية إخلالة بإلتزاماته الدولية اوتعارض سياساته مع الشرعية الدولية والأعراف الإنسانية. بالإضافة إلى أن الأردن دولة شحيحة الموارد ومتواضعة الإمكانات المادية، مقابل الأعباء الكبيرة التي تثقل كاهله نتيجة لاحترامه للمعايير الدولية ومباديء حقوق الإنسان وإلتزامه بالشرعية الدولية وإيمانه بالسلام الشامل لحل الخلافات الدولية، وما مواقفه الداعمة للمسيرة السلمية في الصراع العربي- الصهيوني، ومواصلة دعمه اللامحدود للشعب الفلسطيني سواء في الأردن أم داخل فلسطين أم في الشتات، بالإضافة إلى دوره كثالث أكبر دولة مساهمة في قوات حفظ السلام الدولية، بعد الهند والباكستان، إلا بعض من أهمية الدور الأردني في الإقليم والعالم. لكن وبكل أسف فإن هذا الموقف الأردني المبدئي يواجه بمواقف عدائية من الطرف الإسرائيلي، وتجاهل وعدم « إكتراث» أمريكي لحقوق الأردن المشروعة في الحصول على الطاقة النووية للاغراض السلمية.
لقد حبا الله الأردن بالكثير من التميز التاريخي والجيو-إستراتيجي والطبيعي. حيث تم إكتشاف خامات مهمة من رواسب اليورانيوم، تقدر حتى الآن بحوالي 65 ألف طن، مما يساعد في إنتاج وتصنيع الوقود النووي المتعلق بالأغراض السلمية وإنتاج الطاقة. فالأردن يصرف سنوياً اكثر من 20% من ناتجه المحلي الاجمالي في استيراد الطاقة، وهذا رقم مرهق لاقتصاديات دول متقدمة، فكيف هو الحال بالنسبة للأردن؟. لكن إذا ما قدر للأردن بناء مفاعل نووي من أجل الطاقة، فإنه يستطيع توفير 30 % من احتياجاته من الطاقة بحلول عام 2030.
لقد جاء الموقف الأمريكي المماطل تجاه البرنامج النووي السلمي الأردني والمتناغم مع التوجهات الصهيونية « مخيباً» لآمال كل المؤمنين بإمكانية التغيير في موقف الإدارة الأمريكية الديمقراطية، بعد حكم المحافظين الذين ساهموا في تدمير البنية التحتية والأساسية اللازمة لعلاقات تفاهم وصداقة بين العرب والولايات المتحدة.
alrfouh@homail.com
الرأي
للأردن كل الحق، في « الإمتعاض» من الموقف الامريكي» المتناغم مع الإرادة الإسرائيلية وذراعها في كل من البيت الأبيض والكونغرس والإدارة الأمريكية، وهو اللوبي اليهود» الأيباك». فالأردن دولة صديقة للولايات المتحدة، وله علاقات تاريخية معها تمتد لأكثر من خمسة عقود. كما لم يسجل على الأردن في أي لحظة تاريخية إخلالة بإلتزاماته الدولية اوتعارض سياساته مع الشرعية الدولية والأعراف الإنسانية. بالإضافة إلى أن الأردن دولة شحيحة الموارد ومتواضعة الإمكانات المادية، مقابل الأعباء الكبيرة التي تثقل كاهله نتيجة لاحترامه للمعايير الدولية ومباديء حقوق الإنسان وإلتزامه بالشرعية الدولية وإيمانه بالسلام الشامل لحل الخلافات الدولية، وما مواقفه الداعمة للمسيرة السلمية في الصراع العربي- الصهيوني، ومواصلة دعمه اللامحدود للشعب الفلسطيني سواء في الأردن أم داخل فلسطين أم في الشتات، بالإضافة إلى دوره كثالث أكبر دولة مساهمة في قوات حفظ السلام الدولية، بعد الهند والباكستان، إلا بعض من أهمية الدور الأردني في الإقليم والعالم. لكن وبكل أسف فإن هذا الموقف الأردني المبدئي يواجه بمواقف عدائية من الطرف الإسرائيلي، وتجاهل وعدم « إكتراث» أمريكي لحقوق الأردن المشروعة في الحصول على الطاقة النووية للاغراض السلمية.
لقد حبا الله الأردن بالكثير من التميز التاريخي والجيو-إستراتيجي والطبيعي. حيث تم إكتشاف خامات مهمة من رواسب اليورانيوم، تقدر حتى الآن بحوالي 65 ألف طن، مما يساعد في إنتاج وتصنيع الوقود النووي المتعلق بالأغراض السلمية وإنتاج الطاقة. فالأردن يصرف سنوياً اكثر من 20% من ناتجه المحلي الاجمالي في استيراد الطاقة، وهذا رقم مرهق لاقتصاديات دول متقدمة، فكيف هو الحال بالنسبة للأردن؟. لكن إذا ما قدر للأردن بناء مفاعل نووي من أجل الطاقة، فإنه يستطيع توفير 30 % من احتياجاته من الطاقة بحلول عام 2030.
لقد جاء الموقف الأمريكي المماطل تجاه البرنامج النووي السلمي الأردني والمتناغم مع التوجهات الصهيونية « مخيباً» لآمال كل المؤمنين بإمكانية التغيير في موقف الإدارة الأمريكية الديمقراطية، بعد حكم المحافظين الذين ساهموا في تدمير البنية التحتية والأساسية اللازمة لعلاقات تفاهم وصداقة بين العرب والولايات المتحدة.
alrfouh@homail.com
الرأي