jo24_banner
jo24_banner

جلالة الملك في الطفيلة !!!

أ‌. د. فيصل الرفوع
جو 24 :

شهد الأردن على مدى أكثر من عام نمطاً جديداً من التعبير عن الرأي والرأي الآخر، وكان في معظمه ضمن الإطار العام والمقبول للدولة والمجتمع. ولم تخرج الشعارات عن نطاق العرف والعادة والتقاليد و الإنتماء المتبادل بين القيادة الهاشمية والشعب الأردني. إلا أن مخرجات ومستجدات الربيع العربي وافرازته، قد ساهمت أحياناً، بشكل او آخر، في رفع سقف الشعارات وحديتها إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه من تجاوز أحياناً على رمزية الدولة وهيبتها. لكنني اقسم يمين غموس، بأن هؤلاء الذين قد يفهم بأنهم تجاوزوا الخطوط الحمراء في شعاراتهم ، لو "علموا أو سمعوا أو أحسوا" بأن شوكة أصابت قدم عبدالله الثاني او أدمته، لكانوا أول من يلتف حوله، شاهرين سيوفهم من أجل حمايته والعرش والأردن، خاصة، أبناء المحافظة الهاشمية- الطفيلة.

 فحراك الشعب الأردني، وتحديدا حراك الطفيلة، له مطالب واضحة ومحددة، ويسهل علاجها، وهي العيش بشيء من الكرامة. إلا أن الحلقة المفقودة بين كل من الحراك من جهة والقصر والحكومة من جهة أخرى، قد يكون هو السبب، في عدم فهم مآرب هذا الحراك وأهدافه. إلا أنني على يقين، بأن هذا أو ذاك من الذين قد يفهم بأنهم تجاوزوا الخطوط الحمراء في شعاراتهم، يؤمنون إيماناً مطلقاً بأن الهاشميين، وعلى رأسهم جلالة الملك، والعرش الهاشمي، هم رمز الإستقرار وألأمن ووحدة الدولة الأردنية. كما يؤمنون بأن أجهزة الدولة، خاصة العسكرية و الأمنية، هي صمام الآمان لحماية الحمى والذود عنه.

ويمكن إستقراء بأن " المماطلة" في محاكمة الفاسدين ووضعهم وراء القضبان، بالإضافة إلى بيع مقدرات الوطن بثمن بخس في لحظة تيه وطني وعدم وضوح الرؤيا لدى الحكومات المتعاقبة التي قامت بالخصصة وغير ذلك ، يعتبر من الأسباب التي ساهمت في تأجج حدة الاحتجاجات. إلا أن ذلك يجب أن لا يكون دافعا للتطاول على رمزية الوطن.

ومن هنا أرى بأن زيارة ملكية سامية للمحافظة الهاشمية، والالتقاء مع أبنائها، سواء قادة الحراك أو مجلس العشائر، سيؤسس لمحطة مضيئة في حكمه القائد وحنكته، وأساس متين للعلاقة الوجدانية والروحية بين الحاكم والمحكوم. كيف لا والتأريخ شاهد على ما عهد عن الهاشميين من سعة للصدر والحلم والعفو عند المقدرة والصفح عمن اساء. كيف لا ونحن نتحدث عن عبدالله الثاني حفيد النبي، صلى الله وعليه وسلم، الذي قال لكفار قريش يوم فتح مكة، " ماذا ترون أني فاعل بكم " فقالوا له "أخ كريم وابن اخ كريم"، فقال لهم صلى الله وعليه وسلم، إذهبوا فأنتم الطلقاء. فإذا كان هذا حال الجد، وهو خير من خلق الله على وجه البسيطة، فقطعاً لن يكون تصرف الحفيد عبدالله الثاني، إلا صدىً لتلك الصرخة الهاشمية المحمدية في شعاب مكة.

 أهلك وعشيرتك في الطفيلة بإنتظار زيارتك يا سيد البلاد، لتمسح دمعة مظلوم، وتسمع آهة محروم، وتتجاوز عما بدر من صنديد هده الزمن ولفحت وجهه قساوة الآيام وظروفها. وسترى بأم عينك، بأن الطفايلة على العهد معكم آل هاشم، منذ معارك، حد الدقيق وواد زيد ونوخة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. والله من وراء القصد.

 alrfouh@hotmail.com

تابعو الأردن 24 على google news