jo24_banner
jo24_banner

أربعون عاماً على الهزيمة..

أ‌. د. فيصل الرفوع
جو 24 : حينما انهارت الإرادة العربية في بضعة أيام إبان الهزيمة الحزيرانية في الخامس من حزيران 1967، والتي تأتى ذكراها الخامسة والأربعون غداً، أشار « موشي دايان» وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، بأن هذا الإنتصار ما هو إلا بداية الطريق لانتصارات قادمة من أجل إسرائيل الكبرى أمام أمة لا تقرأ ولا تعتبر..!!».
والمتتبع للأحداث التي مرت على هذه الأمة منذ بداية القرن العشرين، وحتى سقوط بغداد في التاسع من نيسان-أبريل 2003، يجد وحدة الهدف الشعوبي- الصهيوني، وتواتر مخططاتهما وشموليتها لمنع نهوض هذه الأمة، وإصرارهما على منع أي بادرة أمل تمكن الأمة من مراجعة ذاتها ولم شعث تفرقها والتساؤل عن سبب هامشية دورها. بل وصل الأمر بهذه الأمة أن تسلم أمرها لجلاديها وحاملي مقصلة وجودها وأجيالها القادمة!!!؟.
غداً تأتى الذكرى الخامسة والأربعون لحرب حزيران، والتي أضاع بها السلوك الفردي « للقائد الوحيد الملهم» وذاتيته، ما بقي من ارض فلسطين، وسقط، بضياعها، كل آمال الأمة في التحرير والوحدة وإيجاد الذات.
والغريب في شأن هذه الأمة هو عدم اتعاظها من العبر ومسيرة التاريخ كشأن باقي الأمم. فبعد خمسة وأربعين عاماً من مرارة الهزيمة، ما زلنا في المربع الأول، وما زالت حرابنا تغوص في أعماق أحشائنا، في دمشق وصنعاء وبغداد وطرابلس وبيروت ودار فور ومقاديشو...، وجلادونا هم أنفسهم الذين يسهرون وبكل عناية على رفدنا بهذه المدى، وبكل إصرار وعناية، منذ « جبة» القائد الرومي لإمرؤ القيس، حينما استنجده الأخير على قومه للآخذ بثأر أبيه..!!!، يا سبحان الله مازلنا نعيش في رحاب تلك الأيام...!!
غريب أمر هذه الأمة التائهة والمعطلة الإرادة... وعجيب أمر القائمين على ما بقي من إرادتها، المرعبين والمرتعدة فرائصهم، خوفاً ورهبة من جلاديهم، صفويين و صهاينة !!!. لكن الأعجب هو موقف الشعب العربي المتواصل في استكانته القاتلة، واستمرار قبوله بقدره، وعدم قدرته على الإتعاظ من مآسي الأمس.
صحيح بأن الربيع العربي قد أماط اللثام عن جوانب الخير في تفاصيل جينات هذه الأمة، لكن قوى الشد العكسي، وأصحاب أجندات سايكس-بيكو ما زالوا بين ظهرانينا وحولنا، كل يسعى ومن موقعه لوأد، ليس الفتنة، بل أي بارقة أمل لنهوض هذه الأمة وأخذ دورها المنشود الذي رسمه لها تاريخها وعقيدتها وتراثها وقيمها وثقافتها.
ويأتي على رأس قوى الشد العكسي هذه، الشعوبيون أحفاد عبدالله بن سبأ وإبن أبي العلقمي وغيرهم الكثير ممن يتنكرون لأمتنا العربية الماجدة وحقها في الحياة والوجود.
لقد جاءت ذكرى مآساة الهزيمة الحزيرانية، ونحن ما زلنا نبحث عن حقوق منقوصة، هنا أو هناك، متناسين الحقوق المسلوبة...وننشد محاصصة في التجارة والولاياة والرياسة، في هذا الجزء او ذاك من وطننا العربي. وأصبحنا نستذكر كل شيء الا الهزيمة وأسبابها والمخرج من تبعاتها والسبل لتحرير الأرض والإنسان العربيين.. !!» ولله في خلقه شؤون.
الرأي
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير