jo24_banner
jo24_banner

جدل الهوية وحقيقة الصراع

باسل البشابشة
جو 24 : حاولت الفرار من الكتابة في هذا الموضوع كثيراً، غير أن الجدل الواسع الذي ثار حوله في الآونة الأخيرة دفعني للكتابة في موضوع الهوية.

إن موضوع الهوية الوطنية وموضوع الحقوق المنقوصة والوطن البديل أصبح في الاونة الاخيرة معطلاً لكل عملية الإصلاح. وكلما تكوّن حامل بشري ضاغط لإجبار النظام على إنجاز الإصلاح يلجأ النظام إلى استخدام الانقسام العامودي في المجتمع من اجل تخويف كل مكونات المجتمع الأردني من بعضها البعض. وللأسف في ظل هذا الاستقطاب الحاد الذي يشهده الأردن بشكل خاص والإقليم بشكل عام صار لِزاماً علينا جميعاً أن نتصدى لهذا الانقسام، وان نضع حداً وحلاً له.
فأولاً لابد أن نتطرق لمجموعة من الحقائق، وهي أن النظام ومنذ نشأته يعتاش على تغذية هذا الانقسام؛ ففي أي أزمة سياسية يمر بها النظام نجده يستحضر هذا الانقسام، لا بل ويحرض عليه والشواهد كثيرة في تاريخ الأردن الحديث لا مجال لذكرها.

وثانيا لابد من أن يعلم الجميع أن الانقسام في المجتمع الأردني المهم والخطير هو الانقسام الطبقي الأفقي وليس الانقسام العامودي الذي يحاول النظام جرنا اليه فإذا أخذنا هاتين الحقيقتين في عين الاعتبار يمكننا الدخول للمشكلة والنقاش فيها فعلى سبيل المثال لو استعرضنا طبقة الكمبرادور لوجدنا أنها تضم اردنيين من كافة مكونات المجتمع الأردني، وكذلك إذا أخذنا طبقة البيروقراط لوجدناها أيضا من كافة مكونات المجتمع الأردني لا يربط بينهم لا أصل ولا فصل.

ولكن الرابط الأهم بينهم هو أنهم من نفس التحالف الطبقي الحاكم، أو من نفس نادي الحكم، فلو استعرضنا أسماء العائلات التي ينتمي إليها رؤساء الحكومات الأردنية منذ تأسيس الإمارة لوجدنا أنهم من نفس النادي أو على الأقل من المقربين منه.

إذن، لنعد إلى الإشكالية الأساسية، وهي موضوع الهوية الوطنية، ومن هو المواطن الأردني، ومن هو المسؤول عن هذه الأزمة؟

فعلى الرغم من إيماني التام أن أساس المشكلة هو النظام، إلا أن التيارات السياسية الرئيسية (قوميين ويساريين وإسلاميين ) في المجتمع والشخصيات الوطنية المستقلة من مختلف مكونات المجتمع الأردني تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية،

فعلى سبيل المثال لماذا لا تقوم هذه التيارات والشخصيات بالجلوس إلى طاولة حوار وطنية وتناقش هذا الموضوع بشكل هادئ، وتضع حلاً لهذا الموضوع الذي بات ذريعة في يد النظام للتهرب من استحقاق الإصلاح.

وإذا كانت بعض الأطياف السياسية مستفيدة من هذا الوضع الضبابي الذي نعيشه لماذا لا تتداعى القوى الأخرى لتعرية هذه الفئة المستفيدة وإجبارها على اتخاذ موقف ؟؟!!!

أنا عن نفسي ليس لدي أي مشكله في تجنيس أي عربي، وليس لدي اي تحفظ على أي توافق وطني ينتج عن التقاء كل الأطراف والخروج بحل، ولكن في ظل بقائنا في مثل هذه الحالة الضبابية، فإن المستفيد الوحيد والأول هو التحالف الطبقي الحاكم والمرتبط بأجندات صهيونية استيطانية تسعى لتصفية القضية الفلسطينية بشكل تأمري مشبوه على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية، والخاسر الأوحد من بقائنا في هذه الحالة هو الشعب الأردني بكل مكوناته.. وللحديث بقية..
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير