وصمة عار على جبين متخذ القرار
منذ أكثر من ثلاثين يوما صدر قرار اعتقال نشطاء الحراك، ولا أعلم من يقف وراء هذا القرار الذي صدر في وقت حساس وكأن الهدف منه جس نبض الحراك.
للأسف هذا القرار سيكون وصمة عار على جبين متخذيه.. فأي حديث عن الإصلاح سنصدقه بعد اليوم؟! وما فائدة التنمية السياسية وهناك سجناء سياسيين؟! هل حرية التعبير عن الرأي يكفلها تكميم وحجب المواقع الإخبارية الالكترونية التي تأن تحت وطأة قانون المطبوعات العرفي الذي يقيّدها ويجعلها قاصرة عن أداء واجبها الوطني؟!
تتحدثون عن هيبة الدولة في الوقت الذي انعدمت فيه ثقة العالم أجمع بالنظام الأردني ! لم تعد أي من الدول المانحة تثق بالحكومات الأردنية، وأصبحت تقدم لها مساعدات مشروطة.
وكيف تتحدثون عن هيبة الدولة في الوقت الذي تقوم فيه السعودية التي تعدّ الحليف الأقرب إليكم بإيفاد أحد موظفيها لطرح عطاء كرفانات اللاجئين السوريين وإحالته على مقاولين أردنيين ؟!
وأيم هيبة الدولة السيادية عندما قام أحد نواب الكويت بالتحقيق بمنحه كويتيه للأردن بقيمة 400 مليون دينار ولم يصل منها الى الخزينة فلس أحمر ؟
عن أي سيادة تتحدثون وقد شوه الفاسدون والسماسرة واللصوص سمعة الدولة الأردنية وأفقدوها هيبتها، أم ان هيبتها تطبق فقط على الأحرار الذين يطالبوا بالإصلاح ويكشفوا الفاسدين والمفسدين وينبشوا عش الدبابير؟!
أين احترام القانون وأين هي دولة المؤسسات والتنمية السياسية والإصلاح وهناك في السجون عشرون سجينا سياسيا من أحرار هذا الوطن، بينما ينعم الفاسدون والمفسدون في القصور والحانات الليلية.
أين أنتم من احترام المواثيق الدولية والأعرف الإنسانية وأنتم تضيقون على المواطن في الأسر وخارج الأسر وتمنعون عنه أبسط الحقوق؟
في كل الأعراف والمواثيق الدولية يسمح للسجين المضرب عن الطعام بتناول الماء والملح حتى في سجون الاحتلال الصهيوني.
سجونكم لم ترتق حتى الى سجون الاحتلال وحرمتم فيها الأحرار من أبسط حقوقهم ومنهم: فادي مسامره وعدي ختاتنة وعبد الله محادين.. حرمتوهم من حفنة ملح وقليل من الماء، التي لو وجدوها خارج أسوار السجن لما تظاهروا ولم نراهم يحتجون على فسادكم.
ستكون وصمة عار على جبين من اتخذ هذا القرار وأصدر حكما بقتل هؤلاء الشرفاء.. سيكتب في صفحات التاريخ أنه كان هنالك من يريد تفتيت الدولة الأردنية وسيحاكمه التاريخ، وستكتب أسماء الشرفاء الأحرار في صفحات التاريخ المشرف وعلى النجوم وفي أعلى سماء الوطن.
سوف تكتب الأجيال من بعدي أن عصابة من الأشرار كانت تتحكم بكل مفاصل القرار وكانت لا تريد للأردن ولا لشعبه الخير وتستهدف الدولة الاردنية وتستنزف مؤسساتها وتضيق على شعبها وتقتل أبناءها.
ليس غريباً في ظل الحالة التي نعيشها أن يطل علينا رئيس الحكومة ويقول "إذا بدكوا تشاركوا بالانتخابات بنمدد التسجيل"، وكأن مشكلتنا تتتمحور في عدم وجود وقت كاف للتسجيل للانتخابات !
لن نترك الأحرار يموتون ونحن مكتوفي الأيدي.