حاكم.. جلاد.. لص !!
هي إحدى الألعاب من ذاكرة التراث الشعبي العربي والأردني.. وليس غريباً أن تكون هذه اللعبة منتشرة في بلاد العرب، وذلك للتأكيد على حجم الفساد والقمع الذي تعيشه الامة وحجم الاستبداد والتفرد بالسلطة الذي تمثله أنظمتنا خير تمثيل .
تتكون هذه اللعبه من أربعة لاعبين الأول يسمى حاكم والثاني يسمى جلاد والثالث يسمى لص والرابع يسمى مفتش تكتب هذه الكلمات (حاكم . جلاد. لص. مفتش ) على أوراق متساوية الحجم واللون كي يصعب تمييز احدها عن الأخرى، وتطوى هذه الأوراق بشكل متماثل وتلقى على الطاولة أو على الأرض ليقوم كل لاعب باختيار إحداها.. وبعدها تكون مهمة اللاعب الذي اختار الورقة التي كتب عليها مفتش اكتشاف اللص وعندها يقوم الحاكم بعد التأكد من صحة اختيار المفتش بإصدار حكمه على اللص، ويقوم الجلاد بتنفيذ الحكم.. أما إذا اخطأ المفتش في تقديره ولم يكتشف اللص فعندها يقوم الحاكم بإصدار حكمه على المفتش لأنه أخطأ ويقوم الجلاد بتنفيذ الحكم !
لعبه تحقق العدالة بشكل كامل، فوظيفة المفتش هي اكتشاف اللص ووظيفة الحاكم الحكم بالحق إما على اللص وإما على المفتش الذي لم يستطع تحديد اللص وكشفه .. ولا مجال للفرار من العقوبة فلا يملك الحاكم إعفاء المجرم من العقوبة أياً كان.. وكأن لسان حال هذه اللعبه يقول من يمارس السلطة يجب أن يتحمل المسؤولية !!
للأسف في عالمنا العربي نجد اتحاد كل هذه الأدوار في شخص الحاكم !! فالحاكم هو الذي يحدد المفتش ويعينه والحاكم هو الجلاد وفي يديه كل مفاتيح اللعبة وهو لا يتحمل أية مسؤولية قانونية أو أخلاقيه !! وأيضا نرى غياباً مطلقاً لمحاكمة أي لص.. فمنذ أكثر من عامين على الربيع العربي لم نفلح حتى اليوم بتقديم أي من اللصوص.. أتدرون لماذا ؟!