jo24_banner
jo24_banner

يسرقوننا تحت عباءة الاردن اولا...!!

د. محمد يوسف المومني
جو 24 :

نعم..نحن الفقراء مازلنا بحاجة للكثير من ضروريات الحياة التي عجزت الحكومة عن توفيرها لكننا أكثر غنى من جميع ساستنا إلا من رحم ربي في مجال الوطنية والمواطنة وحب الوطن كوننا رغم كل ما نتعرض إليه من جوع وجور وظلم وتهميش وإقصاء مازلنا نتمسك بحب هذا الكائن الجميل المسمى الوطن .

نعم نحن الفقراء وبرغم علمنا بكل مساوئ الحكومة والبرلمان ومن يجلس تحت قبتيهما إلا من رحم ربي، إلا أننا لم ولن نقبل أن نكون أنصارا لهم في المرحلة القادمة، بعد أن تفتقت بصيرتنا وشاهدنا بأمهات أعيننا كيف يسرقوننا تحت عباءة الوطنية والديمقراطية والادعاءات الكاذبة والوعود البراقة المزيفة.


نعم نحن فقراء نحمل وطننا على أكتافنا ونسير في ربوعه يحملنا ونتبادل معه الحمل، أمنياتنا وأحلامنا وتطلعاتنا التي لم ولن نتركها تذهب من بين أيدينا، فمازلنا نحمل سرّ الانتماء، ونعرف كل الطرق المؤدية إلى أوكار اللصوص، وسنداهمها يوماً ما، حين نجدهم وقد استمروا بغيّهم وتجاهلهم لأصوات الحق التي تطالبهم بالكف عن الاستهتار بحقوق المواطنين، والكف عن التلاعب بمصائر الفقراء عبر فسادهم الذي أزكمت أنوفنا جميعاً روائحه الكريهة.


إنها حالة انتقال من (الوطنية ) الفاسدة الى (الديمقراطية) الكاذبة كل ذلك كرما لصاحب الجاه ( الرأسمال ) , فهذا الأخير بعد ان تراكم في الظلام يبحث عن منافذ للدخول الى الكازينو الليبرالي , واقتصاد السوق الموعود يعتبر التربة الخصبة, لذلك اقصد لمزيد من التراكم والتمركز للرأسمال القادر بدوره على صناعة الأحزاب , وشراء كراسي البرلمان , وافتتاح القنوات الفضائية لتقنعنا بالمحصلة بان من استبد على مدى عقود اصبح ديمقراطيا وان من نهب اصبح وطنيا.


مشكلتنا مع الفساد ذو حدين, أما الحد الأول: فيكمن في إن الفاسدين أوطانهم في جيوبهم , وهم ببساطة سينتقلون الى مواقع الخيانة الوطنية السافرة جريا وراء مصالحهم, والحد الثاني: إن الفساد جعل السواد الأعظم من المجتمع في حالة إنهاك ولهاث وراء متلطبات الحياة اليومية وصولا الى حالة اغتراب عن الواقع وعدم الاهتمام بالشأن العام , وترافق ذلك في ظروف بلادنا مع قانون الطوارئ الذي لابد ان يستخدم ضد الغالبية, مما سيعطل الحراك الاجتماعي المدني الأمر الذي سيؤدي الى إحياء البنى التقليدية ( العشائرية , الدينية.. ), ومن هنا يجب أن نفهم مغازلة الحكومة الخجولة لبعض الاحزاب والتي تعتبر حصان السباق في المارثون الديمقراطي الموعود ....... نحن في الاردن وطنا وشعبا في ساحة صراع مكشوفة, وعدونا يستخد م كل احتياطاته من داخل الدولة وما يسمى المعارضة وبأشكال مختلفة .... ومن كان لديه نية لمواجهة الاصلاح ماعليه إلا أن يلجأ الى الشعب , واللجوء الى الشعب لا يكون بالخطب والشعارات والتصفيق فحسب بل بتأمين حاجاته وتأمين كرامته , ويقينا ان كل من له دور في عملية الفساد سابقا والان , انما هو متسلق آخر ايا كان اسمه, وفي النهاية يقولون لنا الاردن اولا... ومصلحة الاردن فوق كل اعتبار... وكاننا غرباء عن الاردن ومشكوك في انتمائنا للاردن... فالى متى يبقى هناك من يحدد من هو الاردني المنتمى؟ ومن هو الاردني غير المنتمي؟

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير