الى متى يا شعب بلادي؟
هناك أناس لا يستطيعون العيش في الحياة إلا متسلقين على أكتاف الآخرين, يحصدون ما يزرعه غيرهم، ويجنون ثمار ما تعب فيه الناس وبذلوا في سبيله العرق، ويسرقون جهودهم ونجاحاتهم.. إنهم كالنباتات المتسلقة لا تستطيع أن تشق طريقها إلى عنان السماء إلا اعتمادا على غيرها.. فهي ترتفع مع الأشجار العالية والنخيل الباسقة، وتقصر مع الأشجار القصيرة.. وتعيش على الأرض إذا لم تجد ما ترتفع عليه.. ولذلك يُسمى هؤلاء المتسلقين.. وما أدراك ما المتسلقون؟ إنهم أناس محترفون يظهرون في أماكن النجاح وأوقات الفوز ليخطفوا الأضواء من أصحاب الجهد الحقيقيين.
ونحن طبقة الصغار أو الشعب تجمعنا الكثير من الصفات والسلوكيات ويجمعنا الموت والمعاناة, والمتسلقون يعدون انفسهم"كبارا" يجمعهم الظلم والفساد وتجاهل من هم دونهم, ولا يشاركوننا سوى جوازات السفر الاردنية.
نحن طبقة الفقراء الكادحون, نهتم كثيرا لأخبار ومشاكل وخلافات المتسلقون الكبار ونرقبها بحذر وخوف شديدين وهم لا يلتفتون إلى أخبارنا سارة كانت أم محزنة , نتشارك في الخوف والمعاناة وتدني مستوي العمالة والبطالة والتشرد واللجوء والإغتراب والتعرض للظلم نتيجة لغياب العدالة والنظام والقانون والمساواة الإجتماعية, نحن من ينتسبون إلى القوات المسلحة وأجهزة الأمن والوظائف الدنيا من أجل لقمة عيش.. ونحن من سيسقطون قتلى وتسيل دمائهم على ثرى الوطن في أول مواجهة واشتباك مع العدو, ونحن من سيضحي بالغالي والنفيس من اجل اسم الاردن ليبقى عاليا.
وطبقة المتسلقون الكبار للأسف شركاء في صناعة الفوضى والأزمات وتجذير الفساد المالى والإداري والمحسوبية والشلليه وتغييب النطام والقانون وسن شريعة الغاب، هم للأسف من يعتبرون وجودهم الآن في الحكم فرصة عمرهم وليذهب الشعب إلى الجحيم.. هم للأسف من يتلاعب بأموالنا وقوت يومنا وهذا واضحا ليس بحاجة إلى دليل لإثباته، أصبحوا يسرقون كل شيء وأي شيء حتى أموال الدول المانحة التي تبرعت بها حتى للنازحين المتضررين في المخيمات, لا يوجد بلد في العالم يشهد فسادا ماليا ومديونية كالاردن... والأدهى من كل ذلك أنهم يحاولون تبرئة أنفسهم وبالتالي الإفلات من دائرة العقاب على جرائمهم .. كأن لم يكن هناك فساد أو نهب ولا أي شيء مما تقوله التقارير.. أو كأن هناك عفاريت من الجن هي من كانت تمارس كل تلك الأعمال القذرة، فأي معادلة هذه وأي دوامة تلك التي تصيبنا بالدوار والصداع؟
متى تعتزلون الملعب السياسي يا رجالات السياسة المتسلقين؟ فالشعب تواق لحياة يسودها الأمن والإستقرار والقانون والنظام والشفافية والنزاهة .. أفلا تعقلون؟
فنحن الشعب لا نعلم اي طريق نسلك تائهين, تائهين في دنيا نعلمها ولا نعلمها بين شك ويقين, هدوء وغضب صمت بأنين, شعور لا مستقر له في السماء مقره مع الحالمين, امل وياس موت وحياه متناقضين, آه يانفس لو تعلمين, كم من درب نسلكه في زمن التائهين, لا نعلم اين نحن ومن نكون في هذه الحياة ضائعين, بلا هدف نسعى ونجوب الارض هالكين, لا نعلم ماذا نريد, فقط نريد الحياة لـ ابد الابدين, حتى لا نعلم لماذا نريد الحياة وبزوالها نحن مؤمنين, حياة بلا امل بلا شي يانفس علام تستمرين, أه يانفس لو تعلمين, كم من سؤال بلا ايجابه بصدري دفين, لم نحيا وليس هنالك امل نناضل من اجله ونكون اول الواصلين, اجيبي يانفس لو تعلمين, اجيبي يادنيا لو تستطيعين.
فالى متى؟؟
يا شعب بلادي, تبقى كقطيع الأغنام ؟ ولماذا يا شعب بلادي, تتجاهلنا كل الأزمان ؟ ولماذا يا شعب بلادي تصبح ثلجي الأبدان, ولماذا يا شعب بلادي تصمت في وقت الطوفان, فلتضرب يا شعب بلادي, كل الآلهة والأوثان, فالجائع في أرض بلادي صرصور تحت الأقدام, واللص على أرض بلادي, ترفعه سطور الأقلام, والحق على أرض بلادي ضيعه نفاق المتسلقين وكذب الاقزام.