مافيات السياسة والاقتصاد في الاردن!!!
لستُ ادري لماذا لم اتحدث بمثل هذا الموضوع قبل اليوم رغم إنني افكر به على مدار الساعة منذ زمن ..!
فالحديث عن مافيات سياسية واقتصادية سرية ذات عقائد باطنية تسعى للسيطرة على الاردن ينضوي تحت مفهوم نظرية المؤآمرة ..
ربما لكوني اتحرى الدقة في ما اكتب جعلني انأى عن مناقشة هذه المسالة طيلة هذه الايام مستبقياً اياها في كواليس بحثي الدائب عن خيوطها واسرارها المعقدة المخبوءة في ارشيف الاسرار ، هذه الاسرار التي هي عرضة بشكل دائم للتضخيم او المبالغة والتلفيق في احيان كثيرة بشكل متعمد ، او ربما عفوي حتى من قبل ذاكرة الإنسان نفسه بصورة لا واعية ، دون ان يشعر.
تتكامل في ذهني صورة اللوحة الممثلة لأفكار ” النخبة ” السياسية والاقتصادية المتحكمة بمصائر الاردن والاردنيين وما تروجه هذه النخبة من ” نظريات ” تفرض بها هيمنتها على الوعي الجمعي الإنساني في عالم اليوم, يتدرج الناس بمستوى تفكيرهم وثقافتهم حسب عوامل بيئية وبيولوجية متنوعة ، فيكون هناك تفاوت بين اولئك الحائزين على اعلى قيمة للذكاء من اولئك البسطاء الذين غالباً ما تدعوهم النخب السياسية والاقتصادية بالأغبياء .. أو اشباه البشر ..
هذا الفرز بين ( الذكي ) و ( المتوسط ) و ( واطئ الذكاء ) ، وعبر مراحل مختلفة من التاريخ الاردني ، يقود إلى انتاج ” انساق ” ثقافية تناسب كل مستوى ، فتتحرر نظريات وانماط ثقافية تصبح ملكاً عاماً للشعب الاردني دون ادنى التفات منا إلى حقيقة انتاج هذه النظرية او هذا القالب الثقافي لأصناف جمعية من البشر تتشارك في ان تكون ذكية تشعر بتفوقها الطبقي, فتبني لنفسها نظرية ( مقدسة ) تبرر لها نزعتها العنصرية هذه ، وتعطيها سنداً اخلاقياً للنزوع الوحشي لتتحكم ببقية الاردنيين الذين تصفهم إما بالأغبياء او اشباه البشر.
فاهم صفات الثلة التي تعد نفسها ذكية من السياسيين والاقتصاديين انها نشطة ولديها قدرة على التحكم بغيرها في مقابل هؤلاء نجد واطئي الذكاء الذين ينساقون وراء رغبة الغير في قيادتهم والتحكم بهم! هناك طيف واسع من الناس من يجد نفسه عاجزاً عن التفكير بالسيطرة على غيره ، أو حتى على حياته ليكون هو بالتالي وبصورة تلقائية جزءٌ من مخططات آخرين , هؤلاء وإن كان ذكائهم الفردي واطئاً ، لكنهم وعلى كثرة عديدهم .. خصوصاً في طبقات الشعب المسحوقة المحرومة فهم يتشاركون في تشكيل نسقٍ ثقافي كلي جامع ينبني على تراكمات عشرات السنين مشكلاً بنية من القيم تقف في الضد من ثلة المتحكمين الاذكياء الذين يجدون انفسهم عاجزين عن مواجهة ” تسونامي ” التاريخ لو انفجر بثورة مهما كان ذكائهم عاليا ..
فجل أعضاء هذه المافيات أصحاب الشخصيات المرموقة من سياسين واقتصاديين وصحفيين وأصحاب النفوذ الاجتماعي ، يتميزون بحفظ الأسرار وحسن التخطيط من أجل تحقيق اهدافهم من خلال العمل على:
1- إسقاط الحكومات, اما بتاليب الرأي العام عليها كما حدث مع حكومة الدكتور عون الخصاونة وغيره من رؤساء الحكومات, واما باغتيال رئيسها كما حدث مع الشهيدين هزاع المجالي عام 1960, ووصفي التل عام 1970م, وزعزة نظام الحكم بمحاولات الانقلاب تاره وهذا حدث في شهر نيسان ابريل عام 1957, وتموز يوليو عام 1958م, او بلاغتيال, فقد تعرض المغفور له الملك حسين لـ 18 محاولة اغتيال.
2- تهديم المبادئ الأخلاقية والفكرية والدينية ونشر الفوضى والانحلال والإرهاب والإلحاد, واستعمال الرشوة بالمال والجنس مع الجميع وخاصة ذوى المناصب الحساسة لضمهم لخدمة اهدافهم وإباحة الجنس واستعمال المرأة كوسيلة للسيطرة والغاية عندهم تبرر الوسيلة والشواهد على ذلك كثيرة.
3- إحاطة الشخص الذي يقع في حبائلهم بالشباك من كل جانب لإحكام السيطرة عليه وتسييره كما يريدون ولينفذ صاغراً كل أوامرهم , فكم من قرارات اذهلت الشارع الاردني عند اقرارها, وإذا تململ الشخص أو عارض في شيء تدبر له فضيحة كبرى وقد يكون مصيره القتل, وكل شخص استفادوا منه ولم تعد لهم به حاجة يعملون على التخلص منه بأية وسيلة ممكنة وجعله كبش فداء لاهدافهم, والأمثلة على هذا شاهدة فكم من شخصية كان النطق باسمها يجلب الرعب اصبحت الان على لسان كل الاردنيين .....!!
4- السيطرة على الشخصيات البارزة في مختلف الاختصاصات لتكون أعمالهم متكاملة كالأطباء والمهندسين والصحافة وقيادات علمية ورؤساء الأحزاب السياسية, فكم من هذه الشخصيات احاطت بها شبهات فساد اخلاقي ومالي واداري وبقدرة قادر اصبحت من مصاف الدرجة الاولى في الاردن !!.
5- السيطرة على أجهزة الدعاية والصحافة والنشر والإعلام واستخدامها كسلاح فتاك شديد الفاعلية, ببث الأخبار المختلقة والأباطيل والدسائس الكاذبة حتى تصبح كأنها حقائق لتحويل عقول الجماهير وطمس الحقائق أمامهم, فالاقلام الماجورة لا تخفي على احد والمحطات الفضائية وبرامجها الهدامة خير شاهد على هذا الكلام.
6- دعوة الشباب والشابات إلى الانغماس في الرذيلة وتوفير أسبابها لهم ويتم ذلك وللاسف من خلال برامج تربوية وعلمية وبيئية وخيرية, وإباحة الاتصال بالمحارم وتوهين العلاقات الزوجية وتحطيم الرباط الأسري, وهذا كله من خلال الجمعيات والبرامج المدعومة من جهات خارجية لها اجندة مشبوهة في الاردن, ومن خلال سن القوانيين والتشريعات والتي تشجع على التفكك الاسري.
7- بث سموم النزاع داخل البلد وإحياء روح المناطقية والجهوية والعمل على تفتيت النسيج العشائري والذي نفتخر به في الاردن والذي يعد ركيزة اساسية من ركائز الاستقرار في الاردن وذلك من خلال تغييب رجالات العشائر الاوفياء للاردن واستبدالهم بشخصيات انتهازية ووصولية وهذه الظاهرة واضحة لاي متابع وعاقل في الاردن.
وفي الختام اوجه نداء ورجاء الى كل صاحب قرار والى الجهات المختصة والمعنية بالشأن الاردني الى كشف مؤامرات هذه الزمرة واظهارها للعيان لنشر الوعي بين ابناء الشعب الاردني الخير والمعطاء والذي لا يتوانى عن التضحية بالغالي والنفيس لدرء الخطر عن الاردن, وحتى لا تنساق مجموعات من ضعاف النفوس في مسيرة المتأمرين والحاقدين على الاردن.