«كرت مؤن للبيع»
جمال العلوي
جو 24 : ظاهرة ملفتة للانتباه، وهي عروض لبيع ما يعرف بـ«كروت المؤن» تشهدها الشبكة العنكبوتية. ولا يكاد موقع يختص بالعروض أو للبيع والايجار،يخلو منها بصورة واضحة. ويدخل العارضون في تفاصيل وأسعار هذه «الكروت» حسب عدد الافراد المشمولين بالتعداد في «الكرت» وهي بالحصيلة تتحدث عن أرقام ومبالغ فلكية يعرضها أصحابها، مما ساهم في تشكيل ظاهرة جديدة تقوم على اصدار «كرت المؤن» ودعوات لتجديدها أو اضافة عائلات جديدة. مريب ما يجري ومريب اكثر التمادي في طلب ورفع اسعار «كرت المؤن» مما يوحي لمن يتابع بأن هناك بوادر حل في المنطقة وهي حكايات تقوم على صناعة الوهم وترويجه. لا أظن أن هناك أسبابا وراء هذه الحملة القائمة سوى وجود شبكات من تجار المواسم الذين يصنعون الوهم ويبيعونه على الناس للاثراء من مثل هذه الظواهر، تساؤلات عديدة نسمعها في المجالس وفي بيوت العزاء في المناطق ذات الكثافة الشعبية للاصول والمنابت عن اصدار «الكرت» وأهميته وضرورة ان تبادر الاسر لاصدار بطاقات لفروعها لضمان حقوق التعويض. ويشعرك صاحب السؤال أن في الافق غيما ويذكرك بتعويضات الكويت كيف كانت وهما وأصبحت حقيقة ويسرح في المستمعين حتى تشعر أن قرار دفع التعويضات يكاد ينطلق بين لحظة واخرى. ارحمونا يا ناس لم يعد هذا الباب مجالا لبيع الوهم للناس في ظل الفقر والبطالة والظروف الاقتصادية الصعبة. «كرت المؤن» في ذاكرة الناس الغلابى من قاعدة الاصول والمنابت هو الطحين والسكر والعجوة والزيت وسبل مواجهة الحياة الصعبة أصدرته وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين،لمن لا يعرف فلا تجعلوه سلعة للبيع والشراء والتلاعب في خيالات الناس. بالمناسبة أنا لا احمل كرت مؤن ولا افكر في اصداره وحتى لو أصبح الخيال حقيقة قابلة للبيع والصرف بالدولار او اليورو.
الدستور
الدستور