مشان الله يا عبد الله ..!
جمال العلوي
جو 24 :
رحم الله زميلنا العزيز الراحل خالد محادين الكاتب القدير صاحب مصطلح "مشان الله يا عبدالله".
هذا العنوان الذي اختطه الراحل الكبير في مواجهة مجلس النواب وامتيازاته ولكن لسان حال الشارع الاردني االيوم يسترجع هذا العنوان الشهير في مواجهة حكومة الخصاونة التي استبدت وحوّلت ابناء الوطن الى غلابى وفقراء ومسحوقين نعم نقولها بملئ الصوت، لقد بلغ السيل الزبى، وحانت ساعة الحقيقة، وبات استخدام الملك صلاحياته الدستورية مطلبا شعبيا في وجه من يستعدي الناس على الحكم.
لقد ضاق الناس ذرعا بنهج الافقار الذي تمارسه هذه الحكومة بحقّ الكادحين من ابناء الشعب الاردني الذي دفعتهم هذه الحكومة الاستعلائية الى الحائط الكبير، نعم، لم يبق الا تدخلك الحاسم لوضع حد لتغول هذه الحكومة على حياة الناس ومعيشتهم وكرامتهم بدرجة غير مقبولة ولا معقولة.
شعبك أيها الملك الانسان يرزح تحت سياط فقدان البوصلة لدى حكومة تاهت بوصلتها وأصبحنا نشعر أن جلّ همها اثبات انها الاقدر على تقريع الناس وتركيعهم، وأن لا قدرة لهم على مكاسرتها أو رفض قراراتها.
حكومة تتفنن في رفع اسعار المياه عبر الزمن المنظور واللامنظور لخاطر ارضاء عيون صندوق النقد الدولي وقطاريزه في ارجاء المعمورة.
حكومة تتفن في توزيع الوظائف العليا والدنيا والسفلى في الامصار وفي المطارات وفي العقبة، وتتغنى في لعبة تخفيض ارقام البطالة بطريقة لا يقبلها عقل ولا حاسوب مبرمج سلفا من أجل أن يعيد قراءة النصوص والمحطات.
حكومة مزقت كل ايامنا وليالينا وتركت عباد الله الغلابى يواجهون العيد بلا رواتب ليمروا في نفق شركات القروض اجباريا للقيام بواجباتهم الاسرية وصلات الارحام. حكومة تجاهلت كارثة الحج وظلت تمارس طقوسها العادية كأن شيئا لم يحدث ولم يخرج علينا فيها مسؤول ليقول حتى تريثوا نحن هنا.
حكومة، لم تترك عائلة اردنية فرضا ولا سنة، للدعاء عليها، إلى درجة أنني سمعت أحدهم يدعو بعد صلاة العيد يدعو "ربنا لا تقيم لهم أية ولا تبقي لهم ولاية"، وعندما سألته عن المقصود، وجّه السبابة باتجاه الدوار الرابع.
واكتفي بهذا حتى أضمن أن لا تطالني بركات قانون الولائم الالكترونية الذي مر مرور الكرام.
نتمنى أن يصل صوت الاغلبية المسحوقة ونبض الناس الى سيد البلاد في هذه اللحظة الفاصلة من تاريخ الدولة الاردنية قبل فوات الاوان وقبل ان تأكل النار كل شيء في طريقها فلم يعد صبر الناس يحتمل ..!
طبعا سبق أن نشرت نفس المقال في مواجهة حكومة عبد الله النسور ورأيت اعادة انتاجه في زمن الحكومة الحالية التي كوت قلوبنا وأوجعت جيوبنا وخسفت بحرنا الميت واستقوت على صبرنا وقهرنا..