شارع بنغازي والسفارة الالمانية وحكاية لا تنتهي
جمال العلوي
جو 24 :
هذا الشارع الكائن في محطة زهران حيث تربض السفارة الالمانية يشعرك بالدهشة وأنت ترى عشرات المواطنين يوميا صيفا وشتاءا ينتظرون على جانب الرصيف.بانتظار استكمال متطلبات الحصول على فيزا لدخول المانيا .
رغم أن السفارة دخلت عصر التكنولوجيا والانترنت والمواعيد المسبقة من زمن بعيد الا انني أستغرب أن تبقى هذه الطريقة في التعامل مع المواطنين الاردنيين .شخصيا رافقت بناتي الاربعة وزوجتي وابني على مرات متباعدة صيفا وشتاء لغايات التقدم لنيل الفيزا الالمانية وشعرت مرات عديدة بحجم المعاناة التي يقع ضحيتها المواطن الاردني .
ومع طوال السنوات التي مرت وانقضت لم تفكر السفارة لمرة واحدة بايجاد قاعات انتظار اسوة ببقية السفارات الغربية في عمان ،ولا تنظر الى حال المواطن الذي يبحث عن ظل شجرة صيفا وعلى "جذع "حائط ليتقي المطر القادم بغزارة وتبقى ذلك الاليه قائمة الى ما شاء الله ،دون اي حل قريب.
فعلا استغرب هذه الحالة في التعامل مع المواطن الاردني ولماذا لا تبادر السفارة البحث عن حلول عبر استئجار مبنى مجاور أو استحداث قاعة زجاجية في المنطقة المحيطة بالسفارة.
واستغرب اكثر أن وزارة الخارجية وهي الجهة التي تتبع لها السفارات في التعامل مع المواطنين لا تنظر نحو اليات التعامل مع المواطنين والاجراءات التي تتم على ابواب بعض السفارات ، نحن لانتحدث عن الاجراءات الامنية ولا عن الوقت الطويل الذي يمضيه المواطن والمرافق والمراجع وهم يلجأون الى السفارة لاسباب عدة. فتلك امور نفهم اسبابها ومن حق الجهات أن تمارسها وفق مصلحة بلادها .
بل نتحدث عن اسلوب حضاري في توفير اجواء مريحة لتقديم الخدمة ، نأمل من الاصدقاء الالمان وطاقم السفارة والسفير أن ينظروا بعين الحكمة نحو كيفية استبدال هذه الاجراءات والتي تشعر المواطن الاردني والعربي القادم لمراجعة السفارة بالاستياء من استمرار هذه الحالة عاما بعد اخر.
ترددت طويلا في الكتابه عن هذا الامر لكني حسمت امري في نهاية المطاف انطلاقا من الحرص على العلاقات الاردنية الالمانية وعلى ضرورة الارتقاء بهذه العلاقات وتحسين الاجراءات الادارية التي لا مبرر لاستمرارها بهذه الطريق واشعر شخصيا ان المسؤولية الاولى في هذه الحالة تقع على مسؤولي الخارجية الاردنية ولا بد من حل في نهاية المطاف ..!