لصمتي حكاية ....
في ليلة مُظلمة ، والناس نيام ، رن هاتفي ، من المتصل ؟ وماذا يُريد ؟ ولماذا اتصل بي في ظُلمة الليل ؟ أمسكت هاتفي ، نظرتُ إلى شاشته ، أنها حبيبتي ذاتَ العيون السوداء ، والشعر الأشقر ، فتحتُ الخط ، وبلهفةٍ قالت : مسا الخير حياتي ، كيفك عمري ، أنا بدونك لا شيء ولا أستطيع العيش ، أجبتها : هلا وغلا روحي ، قالت : اشتقت لك وللحديث معك ، أحببتك رُغم أن هناك الكثيرون ، اخترتك رُغم وجود الملايين ، أرى فيك ما ليس في الآخرين ، أرى أمك أنجبت رجُلا لم تُنجبه نساء العالمين ، ابتسمتُ وقلتُ لها : نفس الشعور ، نساء الكون كلهن ينظرن إلي وأنا لا أبالي
بهن ، حتى انه في إحدى الليالي طاردتني فتاة ، نادتني باسمي ، وبكت وطال بكاؤها ، وهي تقول لي : أرجوك أنا أحبك ، أحب أخمص قدميك ، أحب الحديث معك ، أحب أن تقودني إلى حيث تسير .
قلتُ لها : أنا سائر إلى طريق وعر؟
قالت : ماذا تقصد ؟
قلتُ : لا شي ؟ فقط الطريق وعر .
قالت : خذني معك إلى جهنم ؟
قلتُ : آسف لي حبيبه .
تبسمت حبيبتي وقالت : يا لك من رجل مُحتال .
قلتُ لها : عفواً ماذا تقصدين ؟
قالت : من حق نساء العالم يركضن خلفك ، ولكني واثق أنك لي وأنا لك .
ضحكتُ ضحك القهقهى حتى سألت الدموع من عيني ، قلتُ : في نفسي يا لكِ
من فتاة غبية ، فأنتِ الفتاة رقم ألفين التي دخلتِ في حياتي ، وسأحبُ غيرُكِ
الملايين من نساء هذا الكون.
قالت لي : حبيبي تلفوني مشغول ، وأبي يتصل بي ، وسأكمل حديثي معك غداً ،
تبسمتُ وقلتُ لها : مع السلامة حبيبتي رقم ألفين . يا لها من أُكذوبة في زمن
كُشفت فيه كل المثيرات ، لعلي أنا الخاروف رقم مليون في قاموسكِ ، وما زلتِ
تكذبين.
هي قصة المُحتالين لأوطانهم ، قصة من نهبوا أموال بلادهم ، قصة من يدعون
حب الوطن ، والوطن من حبهم براء ، قصة من سرق الوطن ، ونادى أمام
البشر أنا روحي ومالي فداءً للوطن ، هي قصة من باع الجولان ونادى بأعلى
صوته على يدي ستعود القدس ، هي حكاية من دمر أُمه ثم خرج ليقولَ أنا
سأحيي هذه ألامه ؟ هي حكاية رجُل نافق للسلطان بأنه يُحبه ، هي حكاية رجل
باع الوطن ، بأبخس ثمن ، ونادى أنا اعشق تُراب الوطن ، هي مهارة يُجيدها من
للحرام أكل ، هي لعبةٌ لا يعرفها إلا من للسباحة أتقن ، صاح الوطن أنا لستَ
محبتي ، شعارٌ يُكتب ، ولا كلمةٌ تُلفظ ، ولا جملة على اللوح تُكتب ، ولا قصيدةٌ
تُلحن ، أنا محبتي قولٌ وفعل ، أنا أخشى أن أكون كمثل الذي تدعون محبته ولا
تتبعون سنته ...........








