شهيدة الفجر !!
هذا المقال كتبته ليس رثاء ولا بكاء ولا عويلا عليها ، هذا المقال كتبته في أولئك الذين ماتت ضمائرهم وإنسانيتهم ، كتبته ... وقلبي يعتصر ألما ، وعيناي تذرفان من الدموع ، وجسدي النحيل لا يقوى على الأذى والألم ، وعلقي توقف عن التفكير ، وما زال فينا الخير الكثير الكثير ، لكن لم أفهم بعد ، هل ماتت الضمائر والقلوب ؟ في الهند هناك يعبدون البقر والشمس والعجل والفئران والحجر من دون الله ، لكن ما زالت فيهم إنسانيتهم ، وأخلاقهم الفطرية ، هناك في الهند فتاة تغتصب ، تقوم الدنيا ولم تقعد ، يثور عباد البقر والحجر لينصفوا الفتاه ، وتشتعل المظاهرات ولم يعودوا لبيوتهم حتى تضع الدولة قانون يحمي الفتيات ، قلوب الكفرة تحركت ، وضمائرهم تألمت ، وبأفعالهم القوانين تفعلت ، وفي وطني ... وفي بلدي ... فتاة شهد القاصي والداني لها بالخلق القويم ، تطلب علما شرعيا من جامعة آل البيت ، يعترض لها سفيه مارق ، ونذل جبان ، فيطعنها بلا سبب ، ويرديها قتيلة بلا ذنب ، وكأن شعبنا مات فؤاده ، ولم يحرك ساكنا ، أضف إلى ذلك كذب وافتراء بعض المواقع الإلكترونية ، والقنوات التلفزيونية لنيل من عفة الفتاه والطعن في شرفها ، عباد البقر ينصفون فتاة اغتصبت ، ونحن طعنا بفتاة للعلوم الشريعة طلبت ، أي بشر هؤلاء ، وكيف يفكرون ؟ هب أن الشهيدة بنتك أو أختك أو قرابتك ماذا سيكون موقفك ؟ اليوم نور العوضات ، وغدا أختي وأختك وبنتي وبنتك ، لما لا يعدم الجاني ويؤدب ، ليكون عبرة لمن لا يعتبر ... قبل سنوات قليلة زميلي في جامعة الحسين بن طلال الطالب عامر أبو شنار يقتل بلا ذنب ، والجاني يسجن قليلا ثم يعفى عنه ، لا تقف مكتوف الأيادي أيها الشعب ، ولا تقول أنا لا يعنيني الأمر ، فالقضية أكبر من حجم تفكير وإدراكنا ، هبوا لنصرة المظلوم ، وأطلبوا من الحكومة والنظام أن ينفذوا أمر الله في الجاني ... فقد صدق الله حين قال في محكم كتابه " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " صدق الله العظيم ... أعدموا الجاني قبل أن تحل كوارث على وطني ، أيها المسؤولون هذا وطني ، وليس مزرعتكم ، لذا أعدموا الجاني ليكن عبرة لغيره ، فهذا حكم الله فلا تعطلوه بأيديكم ...!!!