اتق الله فينا يا دولة الرئيس ..!!
محمود العايد
جو 24 : بالرغم من الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد بسبب الفساد المتراكم ، وبالرغم من ارتفاع الأسعار في الوقت الحرج الذي يعيش فيه المواطن ملبيا لا يملك ملين ، وبالرغم من خروج المسيرات التي تندد برفع الأسعار ، وتدعوك يا دولة الرئيس بالعدول عن القرار ، وبالرغم من استياء الأغلبية الصامتة من الغلاء ، حتى المصفقين للقرار في خلواتهم ينددون ويتذمرون من ارتفاع الأسعار ، لا أتوقع أن عاقلا مع رفع الأسعار ، وبالرغم من إطلالتك الجميلة على شاشة التلفاز والجزيرة ووسائل أخرى من الإعلام لتشرح للعالم وللجمهور وللشعب المقهور سبب اتخاذ القرار ، ربما أقنعت البعض ، وربما آخرين بدؤوا يقتنعون الآن ، وهناك آخرين ليسوا بمقتنعين بفكرة الرفع من الأساس ، إلا بعد أن يحاسب اللصوص ، شرحت يا دولة الرئيس وتحدثت بالحيثيات والتفاصيل ، من أن وضع الاقتصاد في البلاد خطير ، لكن يا دولة الرئيس ... دعنا نكون مع بعضنا ولو ساعة نسمع فيها وإياكم لآراء المواطنين ... الذين اختلفوا في شرحك لسبب ارتفاع الأسعار ... لن نتوجه يا دولة الرئيس إلى المواطن الذي لم يلتمس لك عذرا حتى لا نقع في الإحراج ، سنتجه ونأخذ بعضا من آراء من التمس لك عذرا برفع الأسعار ، يقول احد من الذين التمس لك عذرا يا دولة الرئيس أنت محق فاقتصاد الوطن على محك أذا لم ترتفع الأسعار سينهار ، سؤاله موجه لك يا دولة الرئيس ما علاقة التوقيت بالاقتصاد ؟ وهل تشعر بما يعاني من المواطن الغلبان جراء التوقيت ؟ .... أحقا ستبقى الساعة هكذا بلا تعديل ...!!! يا دولة الرئيس هل تتحمل دعوة المظلوم من هذا التوقيت ؟ يا دولة الرئيس من التمسوا لك عذرا يتذمرون ليس من ارتفاع الأسعار ربما تأثروا ، ولكنهم سيؤمنون بما قلت مع مرور الأيام ، أما يا دولة الرئيس جراء هذا التوقيت هل ستتحمل دعوة تلك العجوز التي تصحوا لترافق ابنتها وتضعها على معالم الطريق وقلبها مشغول خوفا عليها بسبب التوقيت ؟ يا دولة الرئيس هل تتحمل دعوة ذاك الزوج الذي لم يحصل على الدعم لان امرأته لم تعمل وهو يتأخر عن عمله خوفا عليها من هذا التوقيت فيحسم من راتبه على التأخير ؟ أم تتحمل دعوة ذالك الشيخ المسن وهو ذاهب لصلاة الفجر ويرى النساء لوحدهن يتصكعن في الطرقات جراء هذا التوقيت ؟ يا دولة الرئيس هل صليت الفجر مرة في جماعة لتعرف وحشة الطريق على البنات فنحن شعب محافظ ولنا تاريخ عريق ؟ يا دولة الرئيس تراجع عن التوقيت قبل أن تصيبك دعوة المظلوم والأب المكلوم ، فلا علاقة للتوقيت بالاقتصاد .... تراجع كي تنام العجوز مرتاحة الضمير ، ويصل الزوج مكان عمله دون تأخير ، ولا يدعو عليك ذاك العجوز ..ترجع عن رفع الأسعار وعن التوقيت .... فالمواطن بات يشعر بعدم الأمان