اقتراح للحكومه..!!!
لبارحة اتصلت بصديق لي لاطمئن على صحته وأحواله ، وماذا يفعل في هذه الدنيا بعد الانقطاع عن العمل ؟ دار الحديث بيننا ، وهو يتحدث معي بنبرة مختلفة ، ونوع من الثقة والغرور ، وأنا أتوسل إليه بالحديث الناعم ، والكلمات الجميلة لعله يرضى عني ، وفي أثناء الحديث قلت له : أتدري كم أنا مشتاق إليك ؟ كم احبك ؟ كم أتمنى أن تكون أنت لا غيرك بجواري ، وأزيدك من البيت شعرا يا صديقي ، عندما يقرع جرس هاتفي ، اركض كالمذعور مبعثرا كل شيء بيدي ، ومستفرغ لما في جوفي ، لعله أنت المتصل ، فاتفاجأ أن الاتصال من غيرك فأعود خائب الأمل ، فقال لي صديقي * هاي كبيره دور على اصغر منها * أجبته نحن من نصنع فرعون ليتفرعن علينا ..! نحن من ننشر الفساد ..! نحن من دهلزنا للمسؤولين في الظلام والناس نيام فانقلبت البلاد على رؤوس العباد ظلما وفقرا ونفاق ..! نحن من جعلنا الحكومة ترفع الأسعار ، عندما خرج المحللون ليقيموا عملها اجبنا المحللون بالتزييف والتضليل ، فقلنا : الحكومة ما عليها كلام ففي اليوم التالي رفعت الأسعار ، شكرا لهذا الشعب الجبار الذي يرفع الأحمال ، مهما كان وزنها دون عناء ، قاطعني صديقي قائلا : لدي للحكومة اقتراح ، في زمن الجراح ، قلت له تفضل وإن كانت النصيحة لا تعنيهم في هذا الزمان ، سألني كم المديونية على الدولة ؟ أجبته قرابة الستة عشر مليار دولار ، ثم سألني سؤال آخر كم عدد سكان الأردن ؟ أجبته قرابة الستة ملايين عدد السكان إلى الآن ، فقال انتظر على الجوال : سأقوم بعملية حسابية بتقسيم المديونية على المواطنين ، وبعد التقسيم كان على كل مواطن ثلاثة الاف ومئتين دينار دين ، فقال لي : اتصل بالحكومة وبلغها اقتراحي ، قاطعته قائلا : فكرك لو هالحكي صار وكل مواطن دفع ما عليه حسب هذه القسمة رح الفساد ينتهي ، أجابني الفساد يا صديقي في بلادنا يجري مجرى الدم في العروق