jo24_banner
jo24_banner

عمان والرياض، بوصلتنا واحدة

مروان الشمري
جو 24 : شكلت زيارة ولي ولي العهد السعودي الى عمان والحفاوة البالغة التي استقبل بها رسالة واضحة وقوية الى كل المشككين في متانة هذه العلاقة ودليلا اضافيا على التماهي في الرؤى الاستراتيجية للبلدين الشقيقين.

الرياض، والتي دشن اعتلاء الملك سلمان سدة الحكم فيها عهدا جديدا، انتهجت سياسة تختلف نسبيا عن عهد اسلافه في قوة الحضور على صعيد ملفات المنطقة الساخنة، وعلى صعيد أخذ زمام المبادرة ايضا، خصوصا بعد التدخل العربي المبارك في اليمن الشقيق، والموقف الصلب من نظام الأسد، وتدخلات ايران في المنطقة العربية.

الاردن كان على الدوام الحليف الامين كما وصفته الصحافة السعودية، فهو الذي رفض كل المحاولات الإيرانية لترتيب علاقة أقوى معها احتراما منه لالتزاماته القومية تجاه الاشقاء ووفاءه للدعم الذي تقدمه السعودية للأردن.

ضبابية المشهد السياسي والميداني في المنطقة وما فرضته من تغييرات في الاولويات لدى دول الإقليم لم يكن ليؤثر على عمق العلاقة بين الشقيقين الذين قد يختلفان في بعض الجزئيات البسيطة فيما يتعلق بالازمة في سوريا واليمن، ولكن بوصلة عملهما واحدة وهي أمن الشعبين وسلامة أراضيهما ومنع التدخلات الإيرانية وحلفائها في المنطقة العربية.

التنسيق بين البلدين دائم ومستمر على اعلى المستويات كما وصفه الجبير في اكثر من مناسبة وأكد عليه الامير محمد بن سلمان وهو الرجل القوي في السعودية.

الاردن اثبت للعالم اجمع قوة حضوره بصمت في كل الملفات الساخنة والزيارات المستمرة لعمان دليل قوة هذا الحضور، بالمقابل الرياض تبدي مرونة بالغة وناجحة في الإبقاء على علاقاتها مع كل الدول بمختلف مكوناتها وهي سياسة تكسب المملكة أهمية فوق أهميتها التاريخية بجعلها محجا للساسة ولاعبا أساسيا في التسويات المقبلة.

الرياض انفتحت اكثر على روسيا وأوروبا وكذا فعلت مع مصر وقطر وتركيا، وهي الى حد كبير نفس سياسة عمان التي تقف على مسافة واحدة من الجميع واكدت رؤاها المتمثّلة بالحل السلمي للازمة في سوريا واستطاعت ضبط حدودها بشكل عز نظيره وفي ظروف بالغة الدقة.

الاردن وبالتشاور مع عواصم القرار وفي مقدمتها الرياض سعى ويسعى لإنهاء الأزمة في سوريا بشكل سلمي يضمن وقف حمام الدم، وهو نفس موقف الرياض ويبقى السؤال هو كيفية الوصول الى ذلك اخذين بالاعتبار اصرار الرياض ومعها جمع غفير من الشعوب وانظمة العالم بضرورة تنحي الأسد بعد ما سببه لشعبه من ويلات واستعانته بدولة فارس وحلفائها للاستمرار في السلطة.

عمان والرياض تحاولان بقوة إنهاء الفوضى في الإقليم ولكن ذلك يتطلب حلولا شاملة تشمل الأزمة في مصر واليمن وسوريا والعراق وفلسطين، المؤكد تماما ان البلدين بوصلتهما واحدة لا تفرقها شذرات هنا او خلاف جزئي هناك، وهذا هو الأهم اذا اخذنا وزن الدولتين وقوتهما في الإقليم. هذا امر يحتاجه البلدان وتحتاجه الأمة ايضا في هذه الظروف البالغة الدقة.

اخيراً نقول للاشقاء في الرياض، نحن وأنتم اكثر من حليفين وأقرب من وريدين في جسد واحد.
تابعو الأردن 24 على google news