الرياض اذ تأخذ زمام المبادرة
مروان الشمري
جو 24 : لم يكن مستغربا الرد السعودي الحازم تجاه الصلافة الإيرانية المستمرة على صعيد علاقاتها مع دول الجوار، فلقد أخذت السياسة السعودية منحى مختلفا منذ ان تسلم الملك سلمان زمام الأمور في المملكة الشقيقة.
ان المضطلع على تاريخ السياسات الإيرانية في المنطقة يعلم علم اليقين بان ايران لم ولن تتوقف يوما عن انتهاج سياسة العداء والاستعداء تجاه العرب، وذلك معروف للقاصي والداني نتيجة أحقادها التاريخية وأطماعها التي لم تتوقف يوما سعيا لاستعادة مجد فارس التي أنهى العرب وجودها منذ عصور.
ايران التي يعلم العالم اجمع ما تفعله في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والكويت، ناهيك عن احتلالها المستمر لأراض عربية اماراتية، وتمويلها كل المنظمات الإرهابية في المنطقة، لم تكن يوما تتوقع بان يصعد العرب من موقفهم تجاهها وكانت تراهن على الوهن الذي اصاب الأمة خصوصا بعد الإطاحة بحكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
غير ان المملكة العربية السعودية ومنذ ان أعلنت انها ستدعم الشرعية في اليمن وبدات بالحملة المباركة ضد عصابات الحوثي بينت للإيرانيين ان عهد انتظار المجتمع الدولي للرد على ايران واعتداءاتها قد ولى، وأن العرب قد قرروا منذ ذلك الحين انهم سيعالجون المسائل التي تهدد أمنهم القومي بأنفسهم وقد كان ذلك وما زال جليا في اليمن.
ان اتفاق ايران النووي مع القوى الكبرى كان رسالة اخرى تؤكد صحة الرؤيا السعودية بقيادة الملك سلمان بان العرب لا بد لهم وان يتخذوا موقفا مستقلا عن التبعية للمجتمع الدولي اذا تعلق الامر بأمنهم القومي، ومنذ ذلك الاتفاق استمرت ايران في محاولاتها العدوانية لزعزعة أمن دول الخليج العربي ولم تترك فرصة الا وأبانت عن نيتها العدوانية تجاه العرب.
هذه السياسة قوبلت بنهج حازم وحاد من الرياض وبدعم من عديد الدول العربية وفي مقدمتها الأردن وهو ما وضع الإيرانيين في موقف المصدوم من ردة الفعل العربية. مع كل ما يجري في الإقليم من اختلاط الحابل بالنابل، يأتي دور القادة العرب الان بمعيّة شعوبهم في دعم المملكة العربية السعودية في خلافها مع ايران، هذا الدعم قد يؤسس لمرحلة تاريخية من التعاون العربي العربي تتشكل فيه رؤيا مشتركة عربية تؤسس لقاعدة تفاهم أوسع على كل ما يهم المنطقة العربية ويضع حجر الأساس لانطلاقة عربية نهضوية على كافة المستويات، وفي مقدمتها القرار السياسي السيادي للأمة وقادتها مدعوما من شعوبها.
رغم ان هذا ما زال يبدو حلما لدى الكثير منا، غير ان الوضع العربي الراهن وإن كان سيئا الا انه يشكل فرصة تاريخية لا ينبغي تفويتها لبداية عهد عربي جديد تعود فيه الأمة الى كلمة سواء.
* الكاتب باحث في الاقتصاد والإدارة الاستراتيجية - جامعة تكساس - الولايات المتحدة الامريكية
ان المضطلع على تاريخ السياسات الإيرانية في المنطقة يعلم علم اليقين بان ايران لم ولن تتوقف يوما عن انتهاج سياسة العداء والاستعداء تجاه العرب، وذلك معروف للقاصي والداني نتيجة أحقادها التاريخية وأطماعها التي لم تتوقف يوما سعيا لاستعادة مجد فارس التي أنهى العرب وجودها منذ عصور.
ايران التي يعلم العالم اجمع ما تفعله في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والكويت، ناهيك عن احتلالها المستمر لأراض عربية اماراتية، وتمويلها كل المنظمات الإرهابية في المنطقة، لم تكن يوما تتوقع بان يصعد العرب من موقفهم تجاهها وكانت تراهن على الوهن الذي اصاب الأمة خصوصا بعد الإطاحة بحكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
غير ان المملكة العربية السعودية ومنذ ان أعلنت انها ستدعم الشرعية في اليمن وبدات بالحملة المباركة ضد عصابات الحوثي بينت للإيرانيين ان عهد انتظار المجتمع الدولي للرد على ايران واعتداءاتها قد ولى، وأن العرب قد قرروا منذ ذلك الحين انهم سيعالجون المسائل التي تهدد أمنهم القومي بأنفسهم وقد كان ذلك وما زال جليا في اليمن.
ان اتفاق ايران النووي مع القوى الكبرى كان رسالة اخرى تؤكد صحة الرؤيا السعودية بقيادة الملك سلمان بان العرب لا بد لهم وان يتخذوا موقفا مستقلا عن التبعية للمجتمع الدولي اذا تعلق الامر بأمنهم القومي، ومنذ ذلك الاتفاق استمرت ايران في محاولاتها العدوانية لزعزعة أمن دول الخليج العربي ولم تترك فرصة الا وأبانت عن نيتها العدوانية تجاه العرب.
هذه السياسة قوبلت بنهج حازم وحاد من الرياض وبدعم من عديد الدول العربية وفي مقدمتها الأردن وهو ما وضع الإيرانيين في موقف المصدوم من ردة الفعل العربية. مع كل ما يجري في الإقليم من اختلاط الحابل بالنابل، يأتي دور القادة العرب الان بمعيّة شعوبهم في دعم المملكة العربية السعودية في خلافها مع ايران، هذا الدعم قد يؤسس لمرحلة تاريخية من التعاون العربي العربي تتشكل فيه رؤيا مشتركة عربية تؤسس لقاعدة تفاهم أوسع على كل ما يهم المنطقة العربية ويضع حجر الأساس لانطلاقة عربية نهضوية على كافة المستويات، وفي مقدمتها القرار السياسي السيادي للأمة وقادتها مدعوما من شعوبها.
رغم ان هذا ما زال يبدو حلما لدى الكثير منا، غير ان الوضع العربي الراهن وإن كان سيئا الا انه يشكل فرصة تاريخية لا ينبغي تفويتها لبداية عهد عربي جديد تعود فيه الأمة الى كلمة سواء.
* الكاتب باحث في الاقتصاد والإدارة الاستراتيجية - جامعة تكساس - الولايات المتحدة الامريكية