الملك اذا يتفوق على الأكاديميين ومهندسي الفيديوهات
مروان الشمري
جو 24 :
تابعت وباستغراب شديد الاندفاع المرعب من عديد الأكاديميين ومصنعي الفيديوهات الترويجية ممن دعوا إلى المباشرة بالتركيز على السياسات التحفيزية المالية فورًا وذلك لاستعادة الزخم الاقتصادي وإعادة عجلة الاقتصاد للدوران من جديد وأكاد اجزم بان نسبة كبيرة من هؤلاء يتابعون الأخبار المترجمة عن الدول الكبرى وإجراءاتها للتقليل من الآثار الاقتصادية المحتملة لازمة الفيروس الصيني والتي اثرت وبشكل كبير في غالبية اقتصاديات الدول الصناعية الكبرى والدول المنتجة وغير المنتجة أيضا. هؤلاء لم ياخذوا ابدا بعين الاعتبار أهمية تسلسلية اي إجراءات تتخذها الدولة والمؤسسات المالية في الاردن واختلافها الجوهري عن الدول التي باشرت بسياسات التحفيز المالي فالأردن دولة إنتاجها محدود جدًا ومعظم اقتصادها اقتصاد خدماتي ومعلوماتي ومساهمات القطاع الصناعي محدودة جدًا والإنتاج الزراعي أيضا محدود جدًا وليس لدينا اي مخزون إنتاجي استراتيجي سواء على مستوى القطاع العام او الخاص ليعطي اي تحفيز مالي فوري دون تغطيته بإنتاج مساوٍ له في القيمة او على الأقل تقريبيًا وإذا نظرنا إلى تلك الدول التي نظر اليها هؤلاء المقلدون فهي دول صناعية كبرى وتملك احتياطات استراتيجية كبرى في معظم القطاعات ولديها شركات تقوم بتصنيع معظم انتاج العالم من السلع الأساسية وغير الأساسية فإذا انبرت تلك الدول وباشرت بالتحفيز المالي فذلك لانها تملك المقومات والقدرة على تقليص الفجوة بين الإنتاج وكمية السيولة النقدية المتوافرة في الأسواق فورًا وبزمن قصير هذا اذا افترضنا بحدوث فجوة واستمرار توقف الإنتاج فيها لفترة تفوق الشهرين او الثلاثة اما في الحالة الأردنية فمن الخطر الشديد مباشرة التحفيز الفوري دون اعادة عجلة الإنتاج ولو جزئيا وبشكل تدريجي وبالتزامن مع تطبيق إجراءات وتوصيات اجهزة الصحة ومن ثم العمل على برامج التحفيز المالي فمن السذاجة والحماقة المباشرة بدفع الناس للإنفاق فورًا دون ضمان ان جزء منهم على الأقل ممثلا في الأعمال الصغيرة والمتوسطة وموظفوا قطاعات الإنتاج قد باشروا فعلًا بالعودة لانتاجيتهم.
ما لفت انتباهي هو ان الملك وحده من دون الجميع كان الوحيد الذي تنبه لهذا وبتوجيهه الحكومة اليوم فانه قد بدا فعلًا خطة منطقية تتطابق مع واقع الحال الأردني وتراعي خطورة التحفيز دون مباشرة الإنتاج وما قد ينتج عنه من اثار سلبية لا نحتاجها الان