في بيتنا حيوان
يوسف غيشان
جو 24 : وبعد عقود من التنبلة، تحولنا فجأة الى شعب من الحسّاسين، الذين لا يطيقون اي تعليق اوتعقيب او حتى نظرة. في المحاكم تجد دعاوى غريبة عجيبة ضد بعضنا البعض، الصحافة تتعرض الى هجمات دعاوية لمجرد تشابه اسم او اشارة، بالمجمل صرنا شعبا على اهبة الدعاوى. لدينا قصة متداولة بأن رجلا قبل عقود(يعني قبل الحساسية الجماعية) قتل شخصا مارا من قرب ارضه المزروعة قمحا، ولما سألوه لماذا قتل الرجل قال لهم: - حماره تلفّت على الزرع. يعني ان الحمار الذي يركبه المغدور، نظر الى زرع القاتل. كنا نتناول القصة السابقة على سبيل النكتة ، مع ان البعض يؤكد انها قصة حقيقية. ما علينا.... وخوفا من هذه الحساسيات التي قد تطرطش على جنابي ، سأروي لكم قصة المواطن يوسف غيشان (يعني انا) وليس كل مواطن...قصة هذا المواطن مع الحيوانات . عندما ولدت قبل قرون قالوا: -سبحان الله ..الولد مثل ال(الكتكوت). ولما انفطمت ، وشرعت في ازدراد كل ما يتوفر من اعشاب وخبر وما يصدف ان يتوفر من لحوم (لما تمرض عندنا دجاجة بياضة)..كانت امي تقول: -يا سلام .....شطور بوكل زي (الأسد) ولما وصلت المدرسة ، وخلال الحصة المدرسية كان الأستاذ يقول ليوسف: - ما بدي اسمع صوتك يا (كلب) ولما دخلت الجامعة صار اصدقائي يقولون عني: -شو يا يوسف صاحبيتك شاديتك (خروف). ولما بدأت اشتغل ، قال امي : -يا حراااااام مسكين هالولد بيحرث زي (الحمار) ليل نهار. ولما تزوجت غيرت امي صياغة جملتها السابقة، وكانت تقول لنسوان الحارة : -ياااا حرام يا يوسف....مع مرتو زي (الأرنب) وبعد الزواج بسنوات صار كل من يراني يقول: -ولك شو قصتك يا يوسف ......بعد الجيزة صاير زي (البغل). وتلولحي يا دالية