رسالة من فوق الواتس أب
يوسف غيشان
جو 24 : في ذات الوقت، لا بل في عينه، الذي نصرخ فيه طالبين المدد، ونحن نغرق في هذا الفيضان العظيم الذي يجرفنا نحو نهر الكساد الحالك الظلمات. في ذات الوقت، بل في عينه، الذي تلفظ فيه السياحة آخر انفاسها الحرى، على زوامير توديع اخر الباصات السياحية لبلادنا، والغاء ما تبقى من حجوزات، دون وجود اي حجوزات جديدة. في ذات الوقت، الذي تتوقف فيه الحكومة عن دفع مستحقاتها للمتعهدين المحليين، وتجمد قطاع الإنشاءات بالكامل..المتعهد لا يستطيع الدفع للتاجر ثمن البضاعة، والتاجر لا يستطيع دفع اقساط اولاده في المدرسة او الجامعة، والمدرسة لا تستطيع تسديد رواتب المعلمين والمعلمون لا.....................! في الوقت الذي لا فيه نسمع حسّا ولا نسّا ،عن مشاريع جديدة، تعيد الأمل – ولو نظريا- بامكانية لحلحة الموضوع الإقتصادي في السنة القادمة، أو ما يليها من سنوات او عقود. في الوقت الذي تكاد فيه تنعدم الوظائف الحكومية – عدا للمؤلفة جيوبهم- وغير الحكومية ، ويدور الشباب – سكارى وما هم بسكارى- بلا شغل ولا عمل ..ولا امل، ويتم تسريح الكثير من العاملين تسريحا قسريا. في الوقت الذي تصاب فيه كامل مفاصل الحياة الاقتصادية بالفالج النصفي . في هذا الوقت بالذات..... تقوم الحكومات ب: - العمل على استصدار قانون ضريبة جديد يعيد الهبش من رواتب الموظفين الصغار ، وسرقة جزء من حليب اطفالهم واثمان دفاترهم المدرسية. - التحدث حول مضاعفة مقطوعية الكهرباء تمهيدا لرفع اسعارها، وطبعا لا يدفع اكثر من 30 بالمئة من المواطنين ثمن فواتيرهم والبقية لا تطالبهم الحكومة اصلا. - التصميم على رفع اسعار المياه التي لا تصل الى الكثير من المناطق، التي تدفع مقطوعيتها ع الفاضي والمليان...طبعا وأيضا لا يدفع اكثر من 30بالمئة من ابناء الشعب ، والبقية لا تقترب منهم الحكومات. - في الوقت وفي الوقت وفي الوقت : الشعب يطالب، والحكومة تتصنع عدم الفهم ولا التفهم . تقول الحكاية : أرسلت لزوجها رسالة على الواتس آب : - أريد مزيدا من الدلال . فرد عليها الزوج: - عندك في المطبخ 15 دلّة وبتقولي بدك دلال .. شو إحنا فاتحين قهوة بالبيت ؟!!