jo24_banner
jo24_banner

مات الطبيب سامي القسوس

أحمد أبو خليل
جو 24 : مطلع الأسبوع الماضي توفي طبيب العظام سامي قسوس، و قد نعاه عدد من زملائه بوصفه مرجعاً في تخصصه. كان التخصص الذي اشتهر به هو كسور الحوادث.
ذات يوم دخلت الى عيادته في جبل الحسين، وأخذنا الحديث الى بعض تفاصيل عالم كسور العظام وتجبيرها، وبعد أن بلغ الحديث درجة من الالفة، استل رحمه الله من درجه عشرات الصور لحالات تجبير أحيلت إليه أو لجأ اليه أصحابها، وبعض الصور كانت لصور الأشعة، بحيث بدت العظام وطرق تجبيرها الغريبة. كانت بعضها تشبه صور "الطوبار" من حيث انفلات العظام وقطع المعدن والبراغي المستخدمة في تثبيت الكسور.
اعتذر لي عن الحديث عن عمل زملائه في المهنة، وقد كان وجهه يحمر بسرعة خجلاً من الكلام عن أمور كهذه.
مع خبر وفاة الدكتور سامي تساءلت عن الأسباب التي تجعل من بعض حالات الموت أخباراً تهم الرأي العام، إننا نهتم مثلاً بموت مسؤول رسمي أو رجل أعمال كبير أو سياسي أو فنان أو اديب، ولكن يندر أن نهتم بموت متخصص مبدع في صنعته.
صانعو المجتمع الحقيقيون يتوزعون على شتى المجالات، وقلة منهم مَن ينظر الى عمله باعتباره مساهمة جدية في الحياة. هل نتذكر أن هناك اليوم مئات من الناس يتحركون ويمشون على أقدامهم ويحركون أيديهم وأعناقهم وظهورهم بفضل الدكتور سامي؟ وقد يقول قائل إن الطبيب يتلقى أجره وكفى. ولكن ليتكم شهدتم الطريقة التي كان يتعامل بها سامي القسوس مع مرضاه.
ذات مساء، وبعد أن انيرت الأضواء مع انتهاء حفلة للغناء الصوفي في المركز الثقافي في عمان، لاحظت وجود الدكتور سامي بين الحضور. صافحته وقلت له: وما علاقتك بالموسيقى الصوفية؟ فرد علي السؤال ذاته، وراح يحدثني عن الموسيقى والغناء الصوفي.
لقد كان سامي قسوس إنساناً وفناناً في صنعته وفي حياته، رحمه الله.
العرب اليوم
تابعو الأردن 24 على google news