شكوى بلا مذلة
أحمد أبو خليل
جو 24 : بسبب كثرة الشكاوى التي تنشرها الصحف هذه الأيام، فإن الشكوى الواحدة ربما لا تحظى بقراءة ومتابعة من خارج المعنيين بها، وهو ما يحرم القراء من التعرف إلى بعض التفاصيل اللافتة للنظر، مع أنها تكون متوفرة بسهولة أمامهم.
أول أمس نشرت صحيفتنا نص شكوى رفعها إلى أمين عمان أهالي حي أم تينة، وهو من أفقر أحياء شرق عمان، يشكون فيها تعطل الإنارة في حيهم، وقد صيغت الشكوى بعبارات قد تدل على حصول تغير في طرق مخاطبة المسؤولين.
سأنقل في ما يلي بعض المقتطفات حرفياً وسأضعها بين أقواس، حيث تتحدث الشكوى في مطلعها عن وعود الأمانة التي "تشبه وعود عرقوب"، ثم تواصل شرح سعي الأهالي إلى مقابلة مدير المنطقة إلى أن "تمكنّا من التحدث معه عبر إحدى الإذاعات الأردنية، فوعد على الهواء مباشرة، وفعلاً قام بعد أسبوعين من الاتصال الإذاعي بتبديل 13 لمبة (من أصل أكثر من مئة)، ثم ذهبت الورشة على أمل أن تعود".. "فقمنا على الفور بتقديم الشكر لمدير المنطقة على الإذاعة نفسها، لكن الورشة لم تعد، وكأنه لا تكون النخوة في المسؤول إلا عند اللقاء الإذاعي أو التلفزيوني وبعدها تنطفئ شعلة النخوة". ثم تختم الشكوى بالقول: "من هنا ونحن لا نملك الوساطة من العيار الثقيل نتوجه لعطوفتكم...".
في الرسالة نفس تهكمي واضح، وفيها تخل عن شكليات الوقار في مخاطبة المسؤولين، وهي ربما تعكس التغير في نظرة المواطنين إلى المسؤولين، وانتهاء حالة المسؤول المتسلط صاحب الأمر والنهي، نحو حالة المسؤول الموظف في الخدمة العامة.
لعل ذلك يكون إشارة ولو محدودة على حصول تبدل ثقافي أعمق في علاقة السلطة بالمجتمع والمواطن .
العرب اليوم
أول أمس نشرت صحيفتنا نص شكوى رفعها إلى أمين عمان أهالي حي أم تينة، وهو من أفقر أحياء شرق عمان، يشكون فيها تعطل الإنارة في حيهم، وقد صيغت الشكوى بعبارات قد تدل على حصول تغير في طرق مخاطبة المسؤولين.
سأنقل في ما يلي بعض المقتطفات حرفياً وسأضعها بين أقواس، حيث تتحدث الشكوى في مطلعها عن وعود الأمانة التي "تشبه وعود عرقوب"، ثم تواصل شرح سعي الأهالي إلى مقابلة مدير المنطقة إلى أن "تمكنّا من التحدث معه عبر إحدى الإذاعات الأردنية، فوعد على الهواء مباشرة، وفعلاً قام بعد أسبوعين من الاتصال الإذاعي بتبديل 13 لمبة (من أصل أكثر من مئة)، ثم ذهبت الورشة على أمل أن تعود".. "فقمنا على الفور بتقديم الشكر لمدير المنطقة على الإذاعة نفسها، لكن الورشة لم تعد، وكأنه لا تكون النخوة في المسؤول إلا عند اللقاء الإذاعي أو التلفزيوني وبعدها تنطفئ شعلة النخوة". ثم تختم الشكوى بالقول: "من هنا ونحن لا نملك الوساطة من العيار الثقيل نتوجه لعطوفتكم...".
في الرسالة نفس تهكمي واضح، وفيها تخل عن شكليات الوقار في مخاطبة المسؤولين، وهي ربما تعكس التغير في نظرة المواطنين إلى المسؤولين، وانتهاء حالة المسؤول المتسلط صاحب الأمر والنهي، نحو حالة المسؤول الموظف في الخدمة العامة.
لعل ذلك يكون إشارة ولو محدودة على حصول تبدل ثقافي أعمق في علاقة السلطة بالمجتمع والمواطن .
العرب اليوم