jo24_banner
jo24_banner

بَيْعة.. "عالبيعة"

أحمد أبو خليل
جو 24 : عندما يتم انتقال السلطة في الدول ذات الأنظمة الوراثية، يجري التأكد من موافقة وتأييد الشعوب لهذا الانتقال عن طريق "البيعة"، لأن طبيعة النظام السياسي لا تتيح امكانية أخذ رأي الناس خارج دائرة العائلة الحاكمة. وهذا هو ما يحصل في كل أنحاء الدنيا بما في ذلك قطر هذه الأيام، كما حصل عندنا قبل ذلك. ولكن في الواقع، ليس هذا الصنف من البيعة هو ما تناقشه هذه المقالة.
نحن الآن، في المشرق العربي كما في المغرب العربي، ولكن بالذات خارج دولة قطر، بصدد ظاهرة جديدة تتمثل في وجود أوساط واسعة ممن يتعين عليهم إعلان "البيعة" فرداً فرداً أو جماعةً جماعةً أو حزباً حزباً أو مجاهداً مجاهداً.
تضم هذه الأوساط المئات من النشطاء والمشتغلين بالشأن السياسي والثقافي، منهم الكتاب والصحافيون والباحثون، كما تضم العديد من الهيئات والمنظمات والجمعيات التي عاشت في السابق في ظل البيعة وعليها الآن أن تجددها بعد الانتقال.
بل إن هذه الأوساط لا تقتصر على الأفراد، فهي تضم الكثير من الأحزاب والحركات الى جانب الثوار وثوراتهم، سواء منها الناجحة أو التي تأمل النجاح.
يتيعن على كل هؤلاء إعلان "البيعة" مجدداً، وهي بيعة من صنف خاص تختلف عن بيعة شعوب الدول التي جرى فيها الانتقال، فهذه الأخيرة تتم باعتبارها فرض كفاية، حيث ينوب ممثلو الشعوب عنها في إعلان البيعة، أما البيعة الجديدة، فينبغي أن تجري وفق طريقة فرض العين، فلا ينوب أحد عن أحد أو حزب عن حزب.
باختصار، تجري في قطر الآن "بيعة" طبيعية متعارف عليها، بينما تجري خارج قطر بيعة أخرى يجري تنفيذها.. "عالبيعة". (العرب اليوم)

ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
تابعو الأردن 24 على google news