jo24_banner
jo24_banner

من "المستوزر" إلى "المسترئس"

أحمد أبو خليل
جو 24 : لم تكتمل الظاهرة بعد، ولكني أسرع للكتابة حولها قبل أن يسبقني إليها أحد..
الكلام هنا عن أن بلدنا بدأ عهداً جديداً من "الاسترئاس" بعد أن أنجزنا تجربة ناضجة في مجال "الاستيزار".
لقد شهدنا مؤخراً، وعلى عجل، مؤشرات على تكّون هذه الظاهرة، وذلك من خلال عدة اسماء طرحت لمنصب رئيس الوزراء، ومن الانصاف أن نعترف هذه المرة بصعوبة التيقن من وجود حقيقي لـ"ميول استرئاسية" عند جميع الأسماء، وبعضهم طرح اسمه في المواقع الالكترونية فقط، ولا نعلم إن كان "مسترئساً" فعلاً، غير أن المرجح أن بعضهم اعتبر الأمر "بروفة استرئاس"، أو لنقل "استرئاس غير مكتمل".
غير أن هذا ليس مهماً الآن، فما تهتم به هذه المقالة هو المستقبل. ففي حالة أعجبتنا فكرة التشاور حول اسم الرئيس، سيكون من المؤكد أن فئة جديدة من أوساط عِلْية القوم، ستبادر الى مأسسة وتنظيم نشاطها الاسترئاسي، وستنتهي حالة الارتجال في طرح الأسماء.
بالتوازي مع طقوس ومسالك المستوزرين، فإن "المسترئسين" سيطوّرون آليات عملهم، وبالطبع هم يعرفون الفرق بين الحالتين، فالمستوزر يحتاج فقط الى ترتيب أموره مع رئيس وزراء سابق أو حالي، وربما يكتفي بعلاقة جيدة مع وزير قوي أو مجموعة وزراء عاديين، اما "المسترئس" فإن نشاطه سيأخذ أشكالاً أكثر تعقيداً.
كي لا نضيع حق المبادرين، من المهم أن نشير الى سعي مبكر لدى زعماء بعض القوائم الانتخابية لتأسيس ظاهرة "الاسترئاس"، ولكنه كان "استرئاساً عن بعد" هذه المرة بسبب حداثة التجربة، بل إن بعضهم أعطى وعوداً بمناصب من مستوى وزير أو امين عام لأنصاره أو اعضاء كتلته، ويسجل لهؤلاء سبق الريادة.
كباقي مظاهر الحياة السياسية في البلد، فإننا امام ظاهرة غنية تحتاج لمزيد من النقاش.

العرب اليوم
تابعو الأردن 24 على google news