"هَرْش مخ" على المستوى الوطني

جو 24 : بعد ظهر أمس وفي لحظة واحدة كان الموقع الإلكتروني لإحدى الصحف اليومية الزميلة يحمل الأخبار المحلية التالية في أعلى الصفحة الرئيسية:
1- موظفو الخدمات في مستشفى الملكة رانيا في البتراء يتوقفون عن العمل لأنهم لا يتلقون الحد الأدنى للأجور.
2- إصابة سيدة خمسينية إثر سقوط سقف منزلها في الرصيفة.
3- سائقو التاكسي في اربد يعتصمون ضد قرارات بمنح تراخيص جديدة.
4- عمال أسمنت القطرانة يواصلون اعتصامهم احتجاجا على فصل زملاء لهم اشتكوا في اعتصام سابق.
5- ضبط لحوم مبردة وبطاطا منتهية الصلاحية في أسواق الكرك.
6- اعتصام عمال مكب الغباوي لتحسين ظروف العمل في المكب.
7- ذوو طلبة يعتدون على مدير التربية والتعليم في الرمثا في مكتبه.
8- اعتداء النائب يحيى السعود على النائب جميل النمري تحت القبة.
9- مواطنون يحاولون اقتحام مركز أمني في الشوبك.
10- تكسير وحرق محلات وأعيرة نارية في عين الباشا.
أرجو أن لا يظن القارئ أنني انتقيت هذه الأخبار من بين غيرها، إذ لا يكاد يوجد غيرها في تلك اللحظة، وجميعها كانت أخبارا طازجة قيد التحديث.
هذا النوع من الأخبار لا ينبغي الاكتفاء بمتابعة كل منها على انفراد، فكلها ذات جذر واحد، حيث تحمل إشارات الى ظاهرة تراخي في الدولة: فماذا يعني عدم الالتزام بالحد الأدنى للأجور في مؤسسة رسمية؟ وماذا يعني معاقبة مدير تربية على تطبيقه تعليمات ضد الغش؟ ولكن الأهم ماذا يعني اعتداء نائب على زميله بسبب موقف سياسي للمعتدى عليه؟
مطلوب الدخول في عملية "هرش مخ" وطنية على مختلف المستويات، ويخطئ من يستمتع بالمراقبة ظاناً نفسه بمنأى عن النتائج السلبية لتراخي الدولة، فهي لا تستثني أحداً.
العرب اليوم