المعارضة وفرصة رفع الدعم
جاء دولة النسور المعارض البارز حاميا منذ اللحظة الاولى التي تسلم بها مسؤولية رئاسة الوزراء وتوسم به الشارع خيرا فهو ان لم يتخذ حزمة من الإصلاحات الاقتصادية التي تصب في مصلحة المواطن فعلى الاقل سوف يبقي الحال كما هو عليه ولكنه قلب الطاولة على الشارع ومن فيه بنية حكومته رفع الدعم مبررا ذلك ان هذا الاجراء ان لم يتخذ في هذا الوقت بالذات فان النتائج ستكون كارثية على الخزينة التي انهكتها المديونية وانها لا تستطيع الصمود اكثر دون القيام بحزمة من الإجراءات التي اوصى بها صندوق النقد الدولي لاسيما وان الأخير ربط القرض الذي سيقدمه للأردن بتنفيذ تلك الإجراءات.
من يعرف الرجل ويقرأ تاريخه يوقن تماما انه لم يقدم على تلك الخطوة عبثا وان هناك خطرا شديدا يحيط بالخزينة وانها ان بقيت على هذا الحال فالنتائج قد تصل الى عدم القدرة على دفع رواتب موظفي الدولة او اسوأ من ذلك، فهو يعرف الاوضاع الاقتصادية قبل رفع الدعم فكيف سيكون الحال بعده؟ لذلك اخذ الرجل على عاتقه تنفيذ هذه المهمة التي يرى فيها الخروج بأقل الخسائر.
على الجانب الآخر هناك معارضة متربصة يقودها الاسلاميون تنتظر بفارغ الصبر تلك الخطوة لتجد مبررا جديدا تستطيع من خلاله استقطاب الشارع وهذه المرة باللعب على وتر لقمة عيش المواطن بعد ان فشلت فشلا ذريعا باستقطابه على نغمة السياسة وبعد ان فشلت ايضا عن ثني المواطن عن الادلاء بصوته في صناديق الاقتراع فهي ستعزز الان مفهوم رفع الدعم فهو اقرب الحبال للرقص في ظل ظروف اقتصادية صعبة حتى قبل رفع الدعم وهذا ما لاحظه معظم المراقبين للساحة بان المعارضة التزمت الصمت طيلة الاسابيع الماضية على غير عادتها لتهيئ بذلك جوا مناسبا للرجل حتى يتخذ قراره دون تردد وبعدها ستظهر بدور المخلص القوي الذي يقلب الموازين.
القارئ لكل تلك المعطيات يستشعر ان الخزينة على الوضع الحالي لن تصمد حتى ثلاثة شهور قادمة وهو موعد الانتخابات النيابية والا لكانت الحكومة قد انتظرت حتى تنتهي الانتخابات وقامت بهذه الاجراءات فحينها سيكون هذا الاجراء شرعيا من خلال مجلس النواب المنتخب.
من هنا اظن ان خطوة حكومة النسور غير موفقه وانها بمثابة الانتحار السياسي في ظل هذه الظروف الصعبة وفي ظل وجود معارضة (تتحجج) وتنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض واظنه قد قدم لها خدمة العمر.
helalajarmeh@yahoo.com