رئيس مجلس النواب يهدد
في برنامج ستون دقيقة والذي يبثه التلفزيون الاردني استضافت الاعلامية المتألقة عبير الزبن الاعلاميين سميح المعايطة وطارق المومني وحسن البراري حيث كان موضوع الحلقة عن الحكومة الجديدة وما تملكه من وقت في عملية الاصلاح حيث تحدث ضيوف الحلقة عن المرحلة القادمة والتحديات التي تواجهها الحكومة التي وصفت بأنها رشيقة وذات واجبات محددة وتكاد تنحصر مهمتها في تنفيذ حزمة من القوانين بوقت محدد فلا مجال لترفية الحكومة او النواب فالوقت اصبح كالسيف لاسيما وان الثقة بدأت تتلاشى بين الشارع والحكومات المتتالية.
المداخلات والآراء التي جاء بها ضيوف البرنامج بدت لي وكأنها مصيدة لمجلس النواب ولم يدم تأملي طويلا حتى ثبت شكي باليقين فقد وقع رئيس مجلس النواب في الفخ من خلال مداخلته التي خلت من الرأي والرد على الرأي الاخر فقد جاءت مداخلة هجومية منذ بدايتها حتى انها احتوت على الفاظ كان من الممكن تجنبها والرد بموضوعية على كل ما طرح فالدفاع المستميت عن (حمرة) الجوازات وتقاعد النواب اثبت ان المجلس في واد وتطلعات الملك والشعب في واد آخر.
لقد قلت في مقال سابق ان هناك برمجة تدار خلف الكواليس بين الحكومة السابقة ومجلس النواب لإطالة عمريهما فقد انشغل النواب بقانون التقاعد والجوازات الحمراء تاركين قانون الانتخاب والهيئة المستقلة الذي يعتبر بنظرهم انه قاصف الاعمار لهم لذلك تباطؤا في انجازه حتى جاء تمديد جلالة الملك للدورة العادية للانتهاء من قانون الانتخاب صاعقة ابطلت برمجية الطرفين فالنواب يعرفون ان البديل هو حكومة انتقالية محددة الواجبات ستسرع من نهايتهم.
مداخلة رئيس مجلس النواب الهجومية لمجموعة من الاعلاميين المتمرسين جاءت تحمل رسالة تهديد واضحة وصريحة فعلى ما يبدو ان طارق المومني وحسن البراري عندما تكلما عن الابتزاز وضعف مجلس النواب كان يدركان تماما ان رئيس مجلس النواب سينتقض وستثار حفيظته فكان اتصاله متوقعا بالنسبة لكليهما فقد وقع بالمصيدة وبدأ غير منضبط كعادته فكان تهديده الواضح بان هذه الحكومة ستطلب الثقة من مجلس النواب، فما الجديد في ذلك ولماذا يذكر رئيس مجلس النواب المخضرم هذه المعلومة التي يعرفها طالب الصف الابتدائي ولكنه قصد من كلامه هذا ان مصير الاردن الان متوقف على ثقة مجلس النواب بالحكومة وان على الحكومة ان (لا تشد حيلها) كثيرا فمغاوير الفوسفات والكازينو مجلس ال111 بانتظارها.
لقد فهمت كمواطن عادي من خلال تهديد رئيس مجلس النواب ان هناك اكثر من سيناريو يعده مجلس ال111 للحكومة ألجديدة، السيناريو الأول هو عدم منح الثقة للحكومة وهذا سيعطي المجلس مزيدا من الوقت والعودة الى ابتزاز الحكومة مرة ثانية كما فعلوا مع الحكومة السابقة اما السيناريو الثاني فهو رد قانون الانتخاب الى الحكومة وهذا ايضا يمنحهم المزيد من الوقت فهم يعرفون ان النهاية حتمية مع اقرار قانون الانتخاب الجديد.
الان وبعد كل ذلك اصبحت مصداقية مجلس النواب على المحك فأما ان يكونوا الى جانب الوطن للخروج من عنق الزجاجة وأما ان يغلب على ذلك مصالحه الشخصية وليذهب الوطن الى الجحيم.