مطلوب مراجعة جادة لمسلسل التوجيهي
جمال العلوي
جو 24 : انتهى موسم الرعب المتمثل بنتائج التوجيهي والذي داهم الاسر الاردنية على مدار اسبوعين ونحمد الله انه لم تحدث اية حوادث مؤسفة طوال فترة عرض حلقاته. النتائج يوم غد أو بعد غد أو خلال يومين أوقبل الثلاثاء أو حسب اخر البورصات في الاسبوع الاخير من الشهر،وربما خلال ساعات قبل سفر الوزير ومن يدري.
نظرية الصدمة التي تتمسك بها وزارة التربية والتعليم، تثير القلق لماذا الاصرار على أن تكون النتائج مربوطة بفعل عامل الصدمة لماذا لا تعلن الوزارة موعدا رسميا بعد الانتهاء من الامتحان يلبي كل نظرية الاحتمالات السائدة لديها ويكون معروفا من الجميع.
لا تفيد نظرية الصدمة والترويع التي تعتمدها الوزارة سوى في ارتفاع منسوب الضغط والسكري لدى العائلات التي تتابع بقلق نتائج ابنائها على امل الاطمئنان وتكتمل نظرية الترويع حين تعلن الوزارة أن نسبة النجاح في المسار الاكاديمي الفرع الادبي 18% وهي نسبة مخيبة للامال ونطرح علامات تعجب متعددة والى جانب اسئلة كثيرة عمن يتحمل مسؤولية الوصول الى هذه النسبة.
أظن أن هذه النسبة تتطلب ابتداء فتح تحقيق واجراء دراسات معمقة عن اسباب وصول النتائج الى هذه النسب المتدنية ، وتطرح هذه النسبة تساؤلات حول من يتحمل المسؤولية هل هي الوزارة ام المدرسة ام الاهل او ربما المعلمون، وقد يكون الطلاب الله أعلم .
مطلوب أن تراجع الوزارة ولجنة الامتحانات، النظام التعليمي ومدى انطباق معايير النجاح والرسوب مع الواقع التعليمي وخاصة بعد الغاء او تعديل تعليمات النجاح والرسوب وخاصة ما يعرف بالعلامة «الحدية» التي كانت تمكن الوزارة من اضافة علامة أو علامتين الى مادة معينة تكون فيها نسب الرسوب عالية بما يمكن الاف الطلبة الناجحين في جميع المواد باستثناء مادة واحدة من النجاح.
مطلوب مراجعه جادة لامتحان الثانوية العامة وتشكيل هيئة وطنية للامتحانات لا تخضع لوزارة التربية وتكون مهمتها قياس اداء الوزارة والطلبة بعيدا عن انظمة وتعليمات وزارة التربية اذا لا يعقل استمرار نهج السماح للوزارة التي تعلم وتمارس التدريس أن تقيس بذاتها مخرجات العملية التربوية .
ونأمل أن تشمل المراجعة كل الاسباب التي تجعل من امتحان الثانوية العامة واخراج النتائج مسلسل رعب اردنيا بامتياز خلافا لكل الدول العربية المجاورة والبعيدة منها والقريبة. مبارك لكل الناجحين وحظاً أوفر للطلبة الذين لم يحالفهم الحظ في الدورة الحالية التي رسب فيها ما يزيد عن 80% من طلاب التوجيهي «الادبيين».
(الدستور)