مع الناس

جو 24 : تتيح لك الحملات الانتخابية لمجلس النواب والحراك المتواصل القدرة على الاقتراب أكثر من الناس وتلمس همومهم ومعرفة أوجاعهم عن قرب، بعيدا عن الاعتبارات والمظاهر التي لا تقدم لك الحقائق بوضوح . شعبنا الطيب بكل تلاوينه، يعيش ظروفا صعبة بفعل العوامل الاقتصادية والغلاء والطقوس الاجتماعية التي تفرض على الناس، اشتراطات هم بغنى عنها؛ لذا يصبح من الحتمي النظر الى العمل الميداني والتجارب اليومية كوسيلة ملائمة، لمعرفة ضنك الحياة الذي يلقي بظلاله على أبناء مجتمعنا . صحيح أن شعبنا، لم يخرج عن طوره، ولم يجنح للمظاهر الدموية التي تسود المنطقة ،واختار الامساك بالسلم الاهلي والتمسك بتلابيب الوطن، على كل الخيارات المتاحة، الا أنه من الظلم التعامل مع وعي الناس وصبرهم على أنه خيار لا يملك المواطن الا القبول به . نعم شعبنا طوال سنوات ربيع الموت كان يتسم بالوعي والصبر والحكمة، لكنه يحتاج الى تقديم حلول ناجعة ومقاربات وطنية تمسك بخياراته وتقدم له الحلول الممكنة، وتسهم في تقديم إجابات مقنعة ،قادرة على اخراج بلدنا من عنق الزجاجة، وتجاوز حالة عدم الثقة بالمؤسسات وصولا الى بناء إطار وطني جامع يضم الجميع، يقوم على مسلمات حقيقية تفهم بشكل فعال شعارات العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وتمكين الناس من الوصول الى طموحاتهم بعيدا عن الاقصاء والتهميش . الالاف من الاسر الاردنية لديها شباب وشابات لا يجدون الفرص المناسبة للعمل أو مواصلة التعليم العالي أو إكمال امتحان الثانوية العامة بسبب استنفاد فرص التقديم حسب التعليمات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولا يوجد من يسمع صخب الناس او صدى أصواتهم . نتمنى أن يتاح لابناء شعبنا الفرصة الممكنة للشعور بأن أصواتهم لا تذهب سدى وأن مجلس النواب قادر على التعبير عن وجعهم ومشاركتهم ظروف الحياة الصعبة والتصدي لسياسات التهميش والاقصاء التي دفعت الناس نحو جزر معزولة وحسابات قابلة للاشتعال في أي لحظة لا سمح الله .