الوحدة الفلسطينية
محمد سويدان
جو 24 : عادة، وبعد انتهاء الحروب، تقف الأطراف المشاركة فيها وقفة تقييمية لنتائجها، وما أسفرت عنه، وكذلك لأدائها في الحرب، بغية تجنب السلبيات وتعميق الإيجابيات. وما يهمنا عند الحديث عن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، هو أن تقوم القوى والجهات الفلسطينية كافة بمراجعة ما حدث، وتقييم النتائج والأداء.
فالعدوان الإسرائيلي على غزة، والذي أُعلن أول من أمس عن توقفه بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل برعاية وضمانات مصرية وتدخل إقليمي ودولي؛ هذا العدوان لن يكون الأخير، كما لم يكن الأول. ومع أن ظروف العالم العربي تغيرت كثيرا مع الربيع العربي، إلا أن إسرائيل، ومن منطلق الغطرسة والعدوان والقوة، لا تهتم إلا بمصالحها، ولا ترى أن هذه التغييرات تؤثر عليها كثيرا. وفي حال أنها تؤثر، فإنها ستعمل بالتعاون مع حلفائها الأميركيين والأوروبيين على تقليل الخسائر من هذه التغييرات.
ولكن الأهم من وجهة نظرنا هو أن يقف الفلسطينيون ليقيّموا النتائج، ويضعوا الآليات المناسبة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي في ظل المتغيرات الفلسطينية والعربية والدولية.
سمعنا كثيرا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، وبعده، عن ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتعزيز الوحدة الفلسطينية المتجسّدة شعبيا على الأرض، وتجلت خلال العدوان الإسرائيلي؛ إذ وقف الفلسطينيون في الضفة الغربية مع إخوتهم في غزة. ولم تتوقف المسيرات والاحتجاجات في الضفة على العدوان طوال أيامه.
اليوم، وبعد انتهاء العدوان، فإن القادة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية يؤكدون على أهمية إعادة اللحمة الفلسطينية، ووقف الانقسام الذي أضرّ بالشعب الفسطيني كثيرا، وسيضر أكثر إذا ما استمر بعد ذلك. فمخاطر الانقسام ليست على قوة الفلسطينيين فقط، وقدرتهم على مواجهة العدوان المستمر، وإنما تمتد إلى أبعد من ذلك؛ إذ هي تصل إلى وحدة الأراضي الفلسطينية، ووحدة الشعب الفلسطيني؛ فإبقاء الانقسام الفلسطيني يؤثر سلبا على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة أراضيه. ولذلك، لا يجوز أن تبقى الأمور على وضعها الحالي، وأن تبقى هناك سلطتان في فلسطين؛ واحدة في رام الله والثانية في غزة. الحديث الآن، وبعد انتهاء العدوان بانتصار حقيقي للمقاومة، يجب أن يعيد الأمور إلى نصابها، فلا يجوز أن يبقى الحديث عن الوحدة الفسطينية في الإطار النظري، وإنما يجب أن تكون هناك خطوات سريعة بهذا الاتجاه. فكل يوم يمر والانقسام مستمر تزداد فيه مخاطره وسلبياته.
من جانب آخر، أثبت العدوان الإسرائيلي أن القضية الفلسطينية قضية العرب جميعا، وهي القضية المركزية التي يُجمِع عليها كل العرب. فقد وقف العرب مع أشقائهم الفلسطينيين بكل معنى الكلمة. وتجلى ذلك واضحاً تماماً عندنا هنا في الأردن؛ فالجهات الرسمية والشعبية توحدت باتجاه تقديم الدعم المادي والمعنوي للأشقاء في غزة لتعزيز صمودهم، ومساعدتهم لمواجهة العدوان. وهذا الأمر ليس غريبا، بل هو أمر طبيعي تفرضه طبيعة العلاقة الاستراتيجية والتاريخية بين الشعبين الشقيقين، الأردني والفلسطيني.
(الغد)
فالعدوان الإسرائيلي على غزة، والذي أُعلن أول من أمس عن توقفه بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل برعاية وضمانات مصرية وتدخل إقليمي ودولي؛ هذا العدوان لن يكون الأخير، كما لم يكن الأول. ومع أن ظروف العالم العربي تغيرت كثيرا مع الربيع العربي، إلا أن إسرائيل، ومن منطلق الغطرسة والعدوان والقوة، لا تهتم إلا بمصالحها، ولا ترى أن هذه التغييرات تؤثر عليها كثيرا. وفي حال أنها تؤثر، فإنها ستعمل بالتعاون مع حلفائها الأميركيين والأوروبيين على تقليل الخسائر من هذه التغييرات.
ولكن الأهم من وجهة نظرنا هو أن يقف الفلسطينيون ليقيّموا النتائج، ويضعوا الآليات المناسبة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي في ظل المتغيرات الفلسطينية والعربية والدولية.
سمعنا كثيرا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، وبعده، عن ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتعزيز الوحدة الفلسطينية المتجسّدة شعبيا على الأرض، وتجلت خلال العدوان الإسرائيلي؛ إذ وقف الفلسطينيون في الضفة الغربية مع إخوتهم في غزة. ولم تتوقف المسيرات والاحتجاجات في الضفة على العدوان طوال أيامه.
اليوم، وبعد انتهاء العدوان، فإن القادة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية يؤكدون على أهمية إعادة اللحمة الفلسطينية، ووقف الانقسام الذي أضرّ بالشعب الفسطيني كثيرا، وسيضر أكثر إذا ما استمر بعد ذلك. فمخاطر الانقسام ليست على قوة الفلسطينيين فقط، وقدرتهم على مواجهة العدوان المستمر، وإنما تمتد إلى أبعد من ذلك؛ إذ هي تصل إلى وحدة الأراضي الفلسطينية، ووحدة الشعب الفلسطيني؛ فإبقاء الانقسام الفلسطيني يؤثر سلبا على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة أراضيه. ولذلك، لا يجوز أن تبقى الأمور على وضعها الحالي، وأن تبقى هناك سلطتان في فلسطين؛ واحدة في رام الله والثانية في غزة. الحديث الآن، وبعد انتهاء العدوان بانتصار حقيقي للمقاومة، يجب أن يعيد الأمور إلى نصابها، فلا يجوز أن يبقى الحديث عن الوحدة الفسطينية في الإطار النظري، وإنما يجب أن تكون هناك خطوات سريعة بهذا الاتجاه. فكل يوم يمر والانقسام مستمر تزداد فيه مخاطره وسلبياته.
من جانب آخر، أثبت العدوان الإسرائيلي أن القضية الفلسطينية قضية العرب جميعا، وهي القضية المركزية التي يُجمِع عليها كل العرب. فقد وقف العرب مع أشقائهم الفلسطينيين بكل معنى الكلمة. وتجلى ذلك واضحاً تماماً عندنا هنا في الأردن؛ فالجهات الرسمية والشعبية توحدت باتجاه تقديم الدعم المادي والمعنوي للأشقاء في غزة لتعزيز صمودهم، ومساعدتهم لمواجهة العدوان. وهذا الأمر ليس غريبا، بل هو أمر طبيعي تفرضه طبيعة العلاقة الاستراتيجية والتاريخية بين الشعبين الشقيقين، الأردني والفلسطيني.
(الغد)