من يوقف الاستيطان؟
محمد سويدان
جو 24 : من يوقف الاستيطان الإسرائيلي في كل مناطق الضفة الغربية، وعلى رأسها مدينة القدس المحتلة؟ سؤال يتردد بعد الإعلانات الإسرائيلية المستمرة عن إقامة مستوطنات جديدة. وكان آخرها أول من أمس، الإعلان عن مخطط إسرائيلي لبناء مئات الوحدات السكنية الاستيطانية في شمال الضفة الغربية. وشكلت هذه الأنباء، كالعادة، صدمة للسلطة الفلسطينية التي سارع مسؤولوها إلى اعتبار أن هذا المخطط يهدف إلى تدمير حل الدولتين، وأنه إجهاض لمحاولات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إحياء مفاوضات السلام بين السلطة الوطنية الفلسطينية والسلطات الإسرائيلية.
وليس غريبا أن تتشابه تصريحات المسؤولين الفلسطينيين والعرب احتجاجا على بناء المستوطنات الجديدة، مع مئات التصريحات التي أطلقوها هم أنفسهم سابقا احتجاجا على بناء مستوطنات في القدس وباقي مناطق الضفة الغربية في أوقات سابقة. ويبدو أنه لم يتبق أمام الفلسطينيين والعرب سوى التصريحات والإدانة والاستنكار لمواجهة المخططات الاستيطانية الإسرائيلية، وكل الإجراءات الإسرائيلية العدوانية. وطبعا، فإن الإدانة والاستنكار والاحتجاج ليست غريبة علينا، ولكن الأمور في الوطن العربي تزداد تعقيدا، ما يجعل الرد العربي هزيلا وضعيفا، ومشجعا لإسرائيل على الاستمرار في مخططاتها.
موضوعيا؛ فإن الجميع يتفهم الظروف العربية، وما يمر به الكثير من البلاد العربية من حراكات داخلية بهدف الديمقراطية والحرية، بما يضعف من قدرتها (الدول العربية) على اتخاذ مواقف حاسمة في وجه إسرائيل وسياستها العدوانية. ولكن من غير المفهوم على الإطلاق أن تبقى الساحة الفلسطينية منقسمة وغير قادرة، هي الأخرى، على مواجهة السياسات الإسرائيلية العدوانية. فالانقسام الفلسطيني في ظل هذه الظروف، يساعد إسرائيل ويسهل لها تنفيذ مخططاتها؛ فإسرائيل لا تريد السلام على الإطلاق، وهي غير معنية بحل الدولتين، ولا بأي تقدم، حتى ولو خطوات، باتجاه الوصول إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية. إذ إن إسرائيل من منطلق القوة، وفي ظل الظروف الفلسطينية والعربية، تستطيع تنفيذ سياساتها ضد الفلسطينيين بسهولة، وبدون مقاومة رسمية عربية وفلسطينية تذكر.
لقد سمعنا الكثير عن خطوات ومبادرات لإنهاء الانقسام؛ ولكنها للأسف لا تكتمل، وتصطدم بعوائق فلسطينية من الطرفين المتنازعين (السلطة الفلسطينية وحركة حماس). ويبدو أن الخلافات الفلسطينية الداخلية لن تنتهي، مع أنه من المفروض في القوى والفصائل والحراكات التي تخوض نضالا من أجل التحرير، أن تبتعد عن الانقسامات، وأن تغلّب المصلحة العليا على المصالح الفئوية. ولكن، يبدو أن الأمور مختلفة في الساحة الفلسطينية؛ فالانقسام هو الأساس، والوحدة والتضامن ورص الصفوف تحتل مرتبة أخيرة، ولا تسعى القوى الأساسية إلى وقف تدهور الأوضاع. هذه القوى تستنكر وتدين الإجراءات الإسرائيلية، ولكنها لا تدين تصرفاتها هي ذاتها، وتعنتها، ورفضها المناشدات لإعادة اللحمة للساحة الفلسطينية، لتكون قادرة على مواجهة الاحتلال وسياساته. للأسف، لا تظهر أي مؤشرات على إنهاء الانقسام الفلسطيني. ما يعني أن الاحتلال سيواصل سياساته وإجراءاته على الأرض.
(الغد)
وليس غريبا أن تتشابه تصريحات المسؤولين الفلسطينيين والعرب احتجاجا على بناء المستوطنات الجديدة، مع مئات التصريحات التي أطلقوها هم أنفسهم سابقا احتجاجا على بناء مستوطنات في القدس وباقي مناطق الضفة الغربية في أوقات سابقة. ويبدو أنه لم يتبق أمام الفلسطينيين والعرب سوى التصريحات والإدانة والاستنكار لمواجهة المخططات الاستيطانية الإسرائيلية، وكل الإجراءات الإسرائيلية العدوانية. وطبعا، فإن الإدانة والاستنكار والاحتجاج ليست غريبة علينا، ولكن الأمور في الوطن العربي تزداد تعقيدا، ما يجعل الرد العربي هزيلا وضعيفا، ومشجعا لإسرائيل على الاستمرار في مخططاتها.
موضوعيا؛ فإن الجميع يتفهم الظروف العربية، وما يمر به الكثير من البلاد العربية من حراكات داخلية بهدف الديمقراطية والحرية، بما يضعف من قدرتها (الدول العربية) على اتخاذ مواقف حاسمة في وجه إسرائيل وسياستها العدوانية. ولكن من غير المفهوم على الإطلاق أن تبقى الساحة الفلسطينية منقسمة وغير قادرة، هي الأخرى، على مواجهة السياسات الإسرائيلية العدوانية. فالانقسام الفلسطيني في ظل هذه الظروف، يساعد إسرائيل ويسهل لها تنفيذ مخططاتها؛ فإسرائيل لا تريد السلام على الإطلاق، وهي غير معنية بحل الدولتين، ولا بأي تقدم، حتى ولو خطوات، باتجاه الوصول إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية. إذ إن إسرائيل من منطلق القوة، وفي ظل الظروف الفلسطينية والعربية، تستطيع تنفيذ سياساتها ضد الفلسطينيين بسهولة، وبدون مقاومة رسمية عربية وفلسطينية تذكر.
لقد سمعنا الكثير عن خطوات ومبادرات لإنهاء الانقسام؛ ولكنها للأسف لا تكتمل، وتصطدم بعوائق فلسطينية من الطرفين المتنازعين (السلطة الفلسطينية وحركة حماس). ويبدو أن الخلافات الفلسطينية الداخلية لن تنتهي، مع أنه من المفروض في القوى والفصائل والحراكات التي تخوض نضالا من أجل التحرير، أن تبتعد عن الانقسامات، وأن تغلّب المصلحة العليا على المصالح الفئوية. ولكن، يبدو أن الأمور مختلفة في الساحة الفلسطينية؛ فالانقسام هو الأساس، والوحدة والتضامن ورص الصفوف تحتل مرتبة أخيرة، ولا تسعى القوى الأساسية إلى وقف تدهور الأوضاع. هذه القوى تستنكر وتدين الإجراءات الإسرائيلية، ولكنها لا تدين تصرفاتها هي ذاتها، وتعنتها، ورفضها المناشدات لإعادة اللحمة للساحة الفلسطينية، لتكون قادرة على مواجهة الاحتلال وسياساته. للأسف، لا تظهر أي مؤشرات على إنهاء الانقسام الفلسطيني. ما يعني أن الاحتلال سيواصل سياساته وإجراءاته على الأرض.
(الغد)