"سندويشة أمي أزكى"
محمد سويدان
جو 24 : يبدو أن طلبة الجامعات مصممون على توسيع حملة "سندويشة أمي أزكى"، لتصل الجامعات الأردنية كافة. فبعد أن أطلقها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نشطاء طلابيون في كلية الهندسة التكنولوجية "البوليتكنيك"، التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية، قبل نحو أسبوعين، ها هي تمتد لتصل جامعتَي "الهاشمية" و"آل البيت"، وقد تصل جامعات أخرى، بالرغم من العقبات التي تعترضها. الحملة أُطلقت للاحتجاج على ارتفاع أسعار المنتجات والسلع، وخصوصا الغذائية منها، التي تباع في الكافتيريات والمحال التجارية المتواجدة في الجامعات. وهدف هذه الحملة ليس فقط الاحتجاج، وإنما الضغط أيضا على الجهات المسؤولة لتخفيض الأسعار التي أصبح الطلبة وأسرهم غير قادرين على تحملها، وتضاف إلى عشرات الأشياء التي ترهق كاهلهم، مثل ارتفاع أسعار الكتب، والمتطلبات الجامعية الأخرى، كالمشاريع والأبحاث وغيرها. وقد تفتق الذهن الطلابي عن حملة غير مسبوقة، ومبدعة في أهدافها وأسلوبها. فها هم الطلبة يجدون بدائل. وهي بدائل مناسبة، وأقل كلفة، وهي بالإضافة إلى ذلك، تخلق أجواء من الألفة والتضامن والمحبة والتعاون بين الطلبة. فبحسب ما نقل عن الحملة، وعن طلبة مشاركين فيها وغير مشاركين، فإن كل طالب يحضر معه من البيت نوعا ما من السندويشات أو الطعام، ويوضع كله في أوقات الاستراحة على مائدة واحدة، وباستطاعة الطلبة تناول الطعام الذي يحبونه. وهذا الطعام الذي يقدمه الطلبة بديل من الطعام الذي تبيعه الكافتيريات والمحال في الجامعات. وبالتالي، فإن الحملة تشجع على عدم الشراء من الأسواق في الجامعة إلى حين الاستجابة لمطلبها، ألا وهو تخفيض أسعار السلع والمواد والمنتجات التي تباع داخل الجامعة.انها مبادرة للاحتجاج والرفض. وهي، في الوقت ذاته، مبادرة للتعاون والتنسيق والمحبة على المستوى الطلابي. فبمثل هذا النوع من المبادرات، يستطيع الطلبة الاتحاد، والعمل الجماعي، ومواجهة العقبات التي تعترضهم خلال دراستهم. كما تشجعهم على العمل الهادف والمبتكر، وتقلل من الفروقات الاجتماعية بينهم، وتصقل خلافاتهم، وتقربهم من بعضهم بعضا، وتعزز العلاقات، وتبعدهم عن العنف أو المشاكل المختلفة. إنها مبادرة تتيح المجال للجميع لخوض غمار العمل الطلابي العام الذي يصقل أفكار وتوجهات الطالب، وقدراته على مستويات عدة. نعم، هي مبادرة لمواجهة الغلاء الفاحش في السلع التي تباع في الجامعات، ولكنها في المحصلة مبادرة طلابية تحقق مجموعة من الأهداف، وليس هدفا واحدا فقط. ولذلك، ليس من الجائز التحقيق مع مطلقي الحملة (المبادرة) والمشاركين فيها من قبل إدارات الجامعة. فهذه الحملة طلابية، وأهدافها مشروعة، وأساليبها مقبولة ولا تخالف القوانين والأنظمة الطلابية. ومثل هذه الحملات والمبادرات تحقق على المدى البعيد أهدافا كبيرة، تساهم في صنع أجيال قادرة على تحمل المسؤوليات، ومواجهة الظروف مهما كانت صعبة ومعقدة.
(الغد)
(الغد)