مشاركة عزاء
تناقلت وسائل الإعلام خبرا عن رجل اردني في الرمثا فتح سرادقا للعزاء بوفاة عنزته الحامل بتوأم، وقام صاحب الفقيدة بتوزيع التمر المرشوش بالهيل على المعزين ناهيك عن القهوة المرّة طبعا..... وذكر الرجل لوسائل الإعلام بأنه سيدفن عنزته العزيزة بعد صلاة العصر، كما طالب الجهات المختصة بتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة.
خلال قراءتي للخبر تذكرت زوجة أبي وأمي غير البيولوجية (مرثا المدانات)وهي تحدثني عندما كنت طفلا في منتصف الستينيات تقريبا، عن وفاة حمارهم الشرعي والوحيد في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي على الأرجح ، حيث لم تستطع جدتي لأبي(تمام) استيعاب الحدث الجلل ، فجلست ونادت زوجة أبي، وشرعت في النواح بشكل كورالي على الحمار النافق بتكرار القول:
يا مرثا نوحي وانا بنوح
يا حمارنا في الحوش مشبوح.
لذلك لم اشعر بالدهشة من فتح سرادق العزاء في عنز حامل، لكني شعرت بالدهشة أنه ما تزال لدينا هذه الأنواع من الطيبة والمحبة التي لم تستطع الحكومات ومطاعم الوجبات السريعة والبترودولار أن تهزمها. إذ ان أمي كانت تذكر لي قصة النواح على حمارنا المشبوح على اعتبار انها من الغرائب والعجائب والطرائف..حتى في منتصف الستينيات من القرن الماضي.
لن أذكّركم بعنزة الماهاتما غاندي التي كانت تلبسه وتطعمه وتشربه، ولا أنوي اعطاء الموضوع اكثر من معناه الحرفي :
مرحبا ايتها الطيبة المفرطة..مرحبا مرحبا!!