حتى لا تتحول الشرارة الى نار
انطلقت شرارة الحراك السلمي للربيع الأردني من ذيبان يوم الجمعة 7/1/2011 .. حقا ً كان يوما مباركا ً .. وتداعت الأرياف والبلدات والمدن الأردنية تباعا ً في حراكها السلمي الميمون . ولله در الشعب الأردني المظلوم الذي نادى بإصلاح النظام في حين طالبت كل شعوب الربيع العربي بإسقاط انظمتها .. ولكن هل قدّر النظام في عمان هذه المكرمة الشعبية الأردنية عليه حق قدرها ؟! .
وقد بدأ هذا الحراك السلمي مجموعةُ من الشباب بتأسيسٍ من الفرسان الثلاثة محمد السنيد ، صالح قبيلات ، اشرف بريزات .. لكن انضمام شباب آخرين لا نريد ذكر أسماءهم الآن شكل زخما ً قويا ً للحراك ووسع رقعته مع الحفاظ على سلميته .. لكن اعتقال عدنان الهواوشة واحمد قبيلات والرياحي قبيلات والأستاذ المحامي علي بريزات سمح لنا بأن نذكر أسماء بعض هؤلاء الفرسان الشجعان وقد مضى على حراكهم قرابة عامين دون ان نرى احدا منهم قد رفع عصا ً او القى حجرا ً .. لكن الخلية المكلفة بإدارة الأزمة في الأردن مصرة ٌ على إغماض عينيها عن الحقيقة وعمّا يفعله بلطجيتها يوميا ً بإلقاء الحجارة على المتظاهرين السلميين وضربهم بالعصي وتكسير سياراتهم حتى تمادوا آخيرا بقطع الطرق وتكسير ونهب البنوك الى غير ذلك من جرائم تحت سمع وبصر الأجهزة ولم يتم اعتقال احد من هؤلاء المجرمين البلطجية الذين يسمون انفسهم "موالين" .
ولقد ارتكب النظام خطأ جسيما ً بهذه الاعتفالات التي يمارسها بحق الابرياء السلميين الذين يعبرون عن مطالبهم بالهتاف الذي لايلبث ان يذهب مع الريح لا يضر بأحد . كما ان النظام قد فتح على نفسه بابا كان مغلقا ً بإعتقال الاستاذ المحامي علي البريزات ويبدو لي ان خلية ادارة الازمة الحكومية تنقصها المعلومة والخبرة والحكمة والا لما اقدموا على هذا الفعل لأن النظام سبق وان ارتكب جريمة ً بحق هذا الانسان .. وباعتقاله صارت جريمة مركبة - ظلمٌ على ظلم – فزادوا الطين بلّه ولهم كل شهر قرار .. يضرب الاستقرار .. ويصب الزيت على النار ليحولوا شرارة ذيبان الى نار - لا سمح الله - .
ان الفارس الحميديّ علي بريزات يا ساده يا كرام قد قدم استقالته قبل عدة سنوات من وزارة الصناعة والتجارة لسببٍ يستحق الان التحقيق فيه من قبل هيئة مكافحة الفساد حيث تم تعيين بنت احد الذوات المتخرجة للتو بعقد و براتب يفوق راتب علي بثلاثة اضعاف ورئيسة ً للقسم الذي هو احق به لخبرته وطول خدمته فقدم استقالته احتجاجا ً على ذلك وعاد الى ذيبان يربي الاغنام ويسهر بالليل والناس نيام .. ثم التحق بكلية الحقوق وصار محامياً يدافع عن المظلومين – وما اكثر المظاومين فيك يا وطني - .
ان بني حميدة قاطبة ً لن تسكت على اعتقال فرسانها الاربعة كما ان الحراك الشعبي والعشائري والحزبي ونقابة المحامين الحرة وكل النقابات لن يسكتوا على اعتقال كل نشطاء الحراك .. بل سنضع حدا نهائيا ً لهذه الاعتقالات الظالمة والتي تهدف تخويفنا واسكاتنا عن المطالبة بحقوقنا وهي بالأصل مخالفة لكل حقوق الانسان عربيا ً ودوليا ً .. واننا نعاهد الله عز وجل على الاستمرار بالمطالبة السلمية بكامل حقوق الشعب الاردنيّ المظلوم وفي مقدمتها استعادة السلطة ومحاكمة الفاسدين واعادة الاموال والاراضي والثروات المنهوبة واننا ننصح الحكومة بإطلاق سراح كل المعتقلين نزعا ً لفتيل التوتر والكف نهائيا ً عن اعتقال نشطاء الحراك كما ننصح بتغيير افراد خلية إدارة الازمة واستبدالهم بذوي خبرة وحكمة و كفى استفزازا للشعب .
عاش الاردن حراً عزيزاً وعاش الاردنيون اعزة ً احرارا .